إلى المهموسيّة ، فيجوز لك الإدغام بجعل الثاء تاء ، والتاء ثاء (١).
ونحو : «ادّان» لا يجوز فيه غير إدغام الدّال في الدال (٢) ؛ لأنه إذا جعلت (٣) التاء دالا لبعدها من الدال في المهوسية ، ولقرب الدال (٤) من التاء في المخرج ، فيلزم حينئذ حرفان من جنس واحد فيدغم.
______________________________________________________
(١) قوله : (الثاء تاء) أي : بقلب الثّاني إلى الأول وهو خلاف الأصل ؛ لأن التاء والثاء متقاربان في صفة الهمس فيجوز قلب أحدهما إلى الآخر ، قال بعض المحققين : قلب الثّانية إلى الأول فصيح لكثرة استعماله في كلامهم ، وإن كان على خلاف القياس ، لكن قلب الأولى إلى الثّانية أفصح ؛ لكونه جاريا على الأصل. اه فلاح.
(٢) قوله : (إدغام الدال) قاعدة : اعلم أنه إذا وقعت تاء الافتعال بعد ثلاثة أحرف وهي الدال والذال والزاي تقلب دالا مهملة ؛ لأن هذه الحروف الثلاثة مجهورة ، والتاء حرف مهموس وبين المجهور والمهموس تضاد والجمع بين المتضادين ثقيل فأرادوا التجانس بينهما وأبدلوا من مخرج التاء حرفا مجهورا وهو الدال المهملة ، ولم يعكسوا أي ولم يبدلوا من مخارج هذه الحروف الثلاثة حرفا مهموسا ؛ لأنها فاء الفعل والتاء زائدة ، والزائدة أولى بالتصرف وصورها ثلاث : أولها ما يكون منه فاء الفعل دالا مهملة ، وثانيها ما يكون منه فاء الفعل ذالا معجمة ، وثالثها ما يكون منه فاء الفعل زايا معجمة ، وإذا انتقشت في ذهنك هذه القاعدة ، فنقول : إن ادّان من الصورة الأولى ؛ لأن أصله ادتين على زنة افتعل إلا أنّ الياء التي هي عين الفعل لما تحركت وانفتح ما قبلها قلبت ألفا فصار ادتان ، ثم أبدلت التاء دالا ؛ لأن تاء الافتعال من المهموسة والدال الذي وقع فاء الفعل من المجهورة وبين المجهورة والمهموسة تضاد والجمع بين المتضادين ثقيل وهذا معنى قوله : لبعده من الدال في المهموسيّة ، فوجب قلب أحدهما إلى حرف موافق للأخرى طلبا للخفة ، فأبدلوا التاء حرفا من مخرجه وهو الدال ، ولم يعكسوا لما ذكرنا في القاعدة ، وهذا معنى قوله : ولقرب الدال من التاء في المخرج ، ثم أدغم الدال الأولى الأصليّة في الدال الثّانية المنقلبة من التاء على سبيل الوجوب لأنه اجتمع مثلان أولاهما ساكنة فصار ادّان مشدّد الدال وهذا معنى قوله : فيلزم حينئذ حرفان من جنس واحد فيدغم ، هذا ما فهمت من كلام المحقق ابن الحاجب تغمده الله بغفرانه ، موافقا لما ذكره المصنف. اه ابن سليمان.
(٣) شرط جزاؤه قوله : فيلزم ... إلخ وما بينهما وجه بعدم إبقاء التاء بحالها ، ولإبدال التاء دالا ، فالأول الأول ، والثّاني الثّاني ، وبيان ذلك يتضح من حاشية ابن سليمان. اه
(٤) وإنما قال : (ولقرب الدال ... الخ) ولم يقل لاتحاد الدال ... إلخ ، مع أن الظاهر اتحاد وجههما في الواقع إذ مخرج الدال طرف اللسان ورأس الثنايا ومخرج التاء طرفه وقبولهما فافهم. اه تحرير.