السين عن التاء في امتداد الصوت (١) ، ويجوز البيان (٢) لعدم الجنسية في الذات.
ونحو : «اشّبه» مثل : اسّمع (٣).
ونحو : «اصّبر» يجوز فيه : اصطبر ؛ لأن الصاد من الحروف المستعلية (٤) المطبقة ، وحروفها : صضطظخغق ، الأربعة الأولى مستعلية مطبقة ، والثلاثة الأخيرة مستعلية (٥)
______________________________________________________
يجوز الإدغام بجعل الأول إلى الثّاني وبالعكس كما في اذكر فإنه يجوز الإدغام فيه بجعل الدال ذالا والذال دالا نظرا إلى اتحادهما في الصفة وهي المجهورية بما ترى. اه تحرير.
(١) لأنه حرف الصفير ، وقد عرفت أن فيه امتدادا والتاء ليس منه فلا يكون فيه امتداد فلو أدغم السين في التاء يصير كوضع القصعة الكبيرة في الصغيرة وهو ممتنع فلا يجوز أن يقال : اتّمع.
اه فلاح.
(٢) وهو الإظهار بفك الإدغام فتقول استمع وهو الأفصح لوروده في التنزيل قال الله تعالى جل جلاله وعمّ نواله : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) [الأنعام : ٢٥] الآية. اه حنفية شرح مراح الأرواح.
(٣) يعني : يجوز الإدغام فيه بقلب التاء شينا على خلاف القياس نظرا إلى اتحادهما في المهموسة ، ولكن لا يجوز الإدغام فيه بجعل الشين تاء على وفق القياس لعظم الشين في امتداد الصوت ، إذ هو حرف الصفير أيضا على قول ، أو لأن في الشين نفشا ، فلو أدغم في التاء زالت عنه هذه الصفة فلا يقال : اتّبه ، ويجوز البيان لعدم الجنسية بينهما في الذات نحو اشتبه. اه ف.
(٤) قوله : (المستعلية ... إلخ) الحروف تنقسم إلى مطبقة ومنفتحة ، فالمطبقة هي التي ينطبق على مخرجه الحنك أي : متى امتد اللسان على مخارج هذه الحروف انطبق عليه ما يحاذيه من الحنك الأعلى والتصق ظهر اللسان به وانحصر بينهما الصوت وهي الصاد والضّاد والطاء والظاء ، وسبب التسمية بها ظاهر ، والمنفتحة ضد المطبقة أي : ينفتح الحنك عند النطق بها عن اللسان فلا ينطبق اللسان بها وهي ما عدا الحروف الأربعة فيكون خمسة وعشرين حرفا ، وسميت منفتحة ؛ لأنك لا تطبق بشيء منها لسانك فترفعه إلى الحنك ، وأيضا تنقسم الحروف باعتبار آخر إلى مستعلية ومنخفضة ، والمستعلية ما يرتفع اللسان إلى الحنك أطبقت أو لم تطبق وهي الصاد والضّاد والطاء والظاء والخاء والغين المعجمتين والقاف ، وعبر عنها المصنف بقوله : وحروفها صضظظخفق ، فيكون المستعلية أعم من المطبقة فكل مطبقة مستعلية بدون العكس ، ولذا قال : الأربعة الأولى ... إلخ. اه ابن كمال.
(٥) وإنما سميت بذلك ؛ لأن اللسان يعلو بها إلى الحنك والمنخفضة ما عدا هذه السّبعة فيكون اثنين وعشرين حرفا ، ومعنى الانخفاض فيها يفهم مما ذكر في الاستعلاء فهي ما لا يرتفع ـ