فقط ، والتاء من المنخفضة (١) ، فجعل التاء طاء لمباعدة بينهما (٢) ، وقرب التاء من الطاء في المخرج ، فصار : اصطبر ، كما في : «ستّ» أصله : سدس ، فجعل (٣) السين والدال تاء لقرب (٤) السين من التاء في المهموسيّة ، والتاء من الدال في
______________________________________________________
اللسان بها إلى الحنك فلا يحصل الانطباق ولذلك سميت بها ؛ لأن اللسان لا يعلو بهن. اه ف.
(١) قوله : (من المنخفضة) قاعدة إذا وقعت تاء الافتعال بعد أحد الحروف الأربعة التي هي الحروف المطبقة المستعلية وهي الصاد والضّاد والطاء والظاء تقلب وجوبا طاء مهملة كما تقلب إذا وقع بعد الدال والذال والزاي دالا مهملة كما مرّ ، وذلك لما بين حروف الإطباق وبين التاء من التضاد والتنافر ، وجمع المتضادين ثقيل فطلبوا حرفا من مخرج التاء يوافق الحروف المطبقة في الإطباق ليسهل النطق بها وهو الطاء ، ولم يعكسوا لما مر من أن التاء زائدة والزائد أولى بالتصرف ، وصورها أربع :
أحدها : ما يكون فاء الفعل صادا.
وثانيها : ما يكون فاء الفعل ضادا ، نحو : اضرب.
وثالثها : ما يكون فاء الفعل طاء ، نحو : اطلب.
ورابعها : ما يكون فيه الفعل ظاء نحو اظلم ، وسيأتي تفاصيلها.
وإذا تقرر عندك هذه القاعدة فنقول : إن اصبر من الصورة الأولى ؛ لأن أصله اصتبر فجعل التاء. إلخ اه فلاح.
(٢) لأن الصاد من المستعلية المطبقة والتاء من المنخفضة وبينهما مباعدة وتضاد ، والجمع بين المتضادين ثقيل فوجب إبدال التاء إلى حرف من مخرجه يوافق الصاد في الإطباق وهو الطاء فجعل التاء طاء ، وإليه أشار بقوله : وقرب ... إلخ. اه ف.
(٣) قوله : (فجعل السين ... إلخ) فإن قيل : قد قال من قبل : لا يجوز الإدغام بجعل السين تاء ؛ لعظم السين في امتداد الصوت ، ولهذا لا يقال : اتّمع في استمع ، فعلى هذا يلزم أن لا يجعل السين تاء في ستّ وإن كان كل واحد منهما من المهموسة فكان القلب في ستّ على خلاف القياس؟.
قيل : لا نسلم أنه قلب بل تشبيه ، ولو سلم فقلنا القياس باعتبار اتحاد المخرج في المهموسية ، وفك الإدغام باعتبار عدم التجانس ، ولا يلزم منه جعل السين تاء على وجه التعيين فلا يكون قدحا. اه حنفية.
والحق في الجواب ما قال صاحب المفصل : ومن الإدغام الشاذ قولهم ست أصله سدس فأبدلوا السين تاء ، وأدغموا الدال فيها المثنى. اه لمحرره عفى عنه.
(٤) وقيل : لما بينهما من التقارب في المخرج ؛ لأن السين من المخرج التاسع من مخارج ـ