وتكتب الهمزة في الأوّل (١) على صورة الألف في كلّ الأحوال (٢) ، نحو : أب ، وأمّ ، وإبل ، لخفّة الألف وقوّة (٣) الكاتب عند الابتداء على وضع الحركات.
وفي الوسط إذا كانت ساكنة على وفق (٤) حركة ما قبلها ، نحو : رأس ، ولؤم ، وذئب (٥) ، للمشاكلة (٦).
______________________________________________________
(١) قوله : (في الأول على ... إلخ) يعني أن الهمزة لم توضع لها صورة مخصوصة بالأصالة كما توضع لسائر الحروف فيكون الأصل فيها أن لا توجد في الكتابة أصلا ؛ لعدم صورتها وتوجد في التلفظ لبناء اللفظ عليها وإذا لم يكن لها وجود في الكتابة لم يتصور وضع الحركة في الكتابة عليها لكن قد تكتب على صورة حرف من الحروف بعارض فتكتب في الأول على صورة الألف لخفة الألف كتابة وقوة الكاتب عند الابتداء على وضع الحركات عليها ، وحاصله أن الأصل أن لا تكتب الهمزة ولا حركتها لكنهما تكتبان في الأول للعلّة المذكورة. اه مولوي أحمد صاحب رحمهالله.
(٢) سواء كان لقطع نحو أكرم أو للوصل نحو اضرب ، وسواء كانت أصلية نحو إبل ، أو منقلبة من الواو نحو اسم وأحد. اه ف.
(٣) الظاهر أنه عطف على قوله : لخفة الألف ، فيكون حينئذ وجها لكون الهمزة مكتوبة بصورة الألف في الابتداء ، وفيه إنما يستقيم أن لو كانت الهمزة حرفا ضعيفا كحروف العلّة لا يتحمل الحركات ، والمدعى عدم تخفيفها في أول الكلمة كما قالوا في المثال : نحو وعد ، وليس الأمر كذلك فإن الهمزة حرف شديد يتحمل الحركات ، والمدعى كتابة الهمزة في الابتداء بصورة الألف.
ويمكن أن يقال : إن دفع ما يتوهم من أن الهمزة إذا كتبت بصورة الألف لا يمكن أن يبتدأ بها لكون الهمزة في صورة لا يتحمل الحركات وهو الألف الضعيف ، فأجاب بأن الكاتب قوي يقتدر عند الابتداء على وضع الحركات على الحرف المبتدأ وإن كان في لباس ضعيف فتأمل. اه جلال الدين.
(٤) قوله : (على وفق) اعترض بأن الهمزة في الوسط ينبغي أن تكتب بصورة الألف أيضا ؛ لأن الألف خفيف والخفة مطلوبة في جميع الأحوال ، وأجاب عنه بأن الهمزة لو كتبت بصورة الألف حينئذ اشتبه حال حركتها ، فإن الكاتب في الوسط لا يقدر على وضع الحركات فلا تكتب هذه ، فلا يعلم أن الألف مفتوح أو مضموم أو مكسور ولا بد من معلومية حركته فلا جرم تكتب على وفق حركة ما قبلها أو وفق حركة نفسها حتى تعلم حركتها في الإملاء ، تأمل.
اه سمع.
(٥) فالهمزة فيه ساكنة كتبت بالياء ؛ لكون ما قبلها مكسورة. اه عبد.
(٦) قوله : (للمشاكلة) أي : للمشابهة بين اللفظ والخط ، فكما تخفف بجنس حركة ما قبلها في اللفظ كذا تكتب بجنس حركة ما قبلها في الخط. اه عبد الحكيم.