وتقول في إلحاق الضمائر : رمى رميا ، رموا ... إلخ ، أصل رمى رمي فقلبت الياء ألفا كما في (١) : «قال».
وأصل : «رموا» : رميوا ، فقلبت الياء ألفا ، فاجتمع ساكنان ، فحذفت (٢) الألف ، وكذلك (٣) : «رضوا» إلا أنه ضمّ الضاد فيه بعد الحذف حتى لا يلزم الخروج من الكسرة إلى الواو.
وأصل : «رمت» رميت ، فحذفت الياء كما في : «رموا» وتحذف (٤) في : «رمتا» وإن لم يجتمع الساكنان ؛ لأنه يجتمع (٥) الساكنان تقديرا ، وتمامه مرّ في : «قولا».
______________________________________________________
(١) قوله : (كما في قال ... إلخ) يعني كما تقلب حرف العلّة في ماضي الأجوف الواوي ألفا ؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها نحو قال ، كذلك تقلب في النّاقص اليائي ألفا لتلك العلّة. اه فلاح.
(٢) قوله : (فحذفت ... إلخ) لأنه في مقابلة اللام الذي هو محل التغير ، ولأن حرف العلّة كثيرا ما يحذف ، ولأن الثّاني وهو الواو علامة الفاعل فحذفها مخل بالمقصود ، ولأنه لو حذفت لن يدل عليها شيء ، وإنما بقي فتحة الميم ولم تبدل إلى الضمة مع اقتضاء الواو ضمة ما قبلها لمجانستها إياها ؛ لأن الميم ليست بما قبلها على الحقيقة كما مر في أول فصل الماضي ، ولتدل على الألف المحذوفة. اه أحمد.
(٣) قوله : (وكذلك ... إلخ) أي : مثل اجتماع الساكنين والحذف لا في قلب الياء ألفا ؛ لعدم القلب ههنا ، رضوا أصله رضووا ؛ لأنه من الواويات فقلبت الواو ياء ؛ لتطرفها وانكسار ما قبلها ؛ فأسكنت الياء تخفيفا لثقل الضمة عليها سيما إذا كان قبلها كسرة ، فالتقى ساكنان ثم حذفت الياء كما في رموا دون الواو ؛ لأنها علامة فصار رضوا بكسر الضّاد ، ثم ضم الضّاد موافقة للواو ، ولم تقلب الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ؛ لأنها ضمير والضمائر لا تتغير كما لا تحذف. اه مولوي مع فلاح.
(٤) قوله : (وتحذف ... إلخ) لما توجه أن يقال : لم حذفت الياء في تثنية رمت بعد قلبها ألفا مع عدم موجب حذفها وهو التقاء الساكنين ، أجاب بقوله : وتحذف. اه أحمد.
(٥) قوله : (لأنه يجتمع ... إلخ) وأنت خبير بأن الحذف عند التقاء الساكنين ليس إلا لتعذر النطق بهما أو تعسره ، وليس شيء من ذلك في رمتا فلا وجه لحذف الألف فيه ، فكون التاء زائدا لا يوجب ذلك ، إلا أن يقال : أنه لا يوجد في الاستعمال الفصيح إلا عندهم كما في يدعي فإن الألف بدل من الياء ، والياء من الواو. اه حنفية شرح مراح.