وحروفها (*) قولك : استنجده (١) يوم صال زطّ.
______________________________________________________
الأول ورث يرث ووارث وموروث وميراث فإذا وجد التاء في تراث علم أن التاء أبدلت من الواو أصله وراث فعال اسم للميراث.
وثانيها : أنه يعرف بقلة الاستعمال كقولهم الثعالي في الثعالب والأراني في الأرانب ؛ لأن الثعالي جاء بمعنى الثعالب واستعماله قليل بالنسبة إلى الثعالب ، فيعلم أن الباء فيه هو الأصل والياء مبدل عنه وكذا الحال في الأراني والأرانب.
وثالثها : أنه يعرف بكون البدل في اسم يكون فرعا عن أصل والحرف زائد في الفرع كضويرب تصغير ضارب ، فإنا لا نشك في أنه تصغير ضارب ، والصغر فرع المكبر فضويرب فرع لضارب والألف فيه زائدة ، فعلم أن الواو في ضويرب مبدلة من الألف في ضارب ؛ لأنه الأصل وضويرب فرعه.
ورابعها : أنه يعرف البدل في اسم يكون فرعا عن أصل ، وحرف البدل أصل كمويه تصغير ماء فإنه فرع عن ماه والهاء فيه أصلي ؛ لأن أصل ماء ماه بدليل ماه يموه فالهمزة مبدلة عن الهاء ؛ لأن التصغير يرد الأشياء إلى أصولها.
وخامسها : أنه يعرف بأنه لو لم يجعل مبدلة للزم بناء مجهول كاصطبر يحكم بأنه اصتبر ؛ لأنه لو لم يكن كذلك لوجب أن يكون وزنه افطعل وهو بناء مجهول كذا قرروه. اه فلاح شرح مراح.
(*) وهي خمسة عشر حرفا ، وإنما سميت بحروف البدل لجعل بعضها في موضع بعض والعلّة في إبدال بعضها ببعض إرادة التشاكل والتسهيل ، والحسن في المسموع ، والتوسع في التمثيل ، والفرق بين حروف الزيادة وحروف البدل أن حروف الزيادة يأتي للمعاني ، وحروف البدل للألفاظ من تحسين وتسهيل على اللسان. اه فلاح.
(١) قوله : (استنجده ... إلخ) يقال : استنجده فأنجده أي : استعان به فأعانه ، ويقال : صال عليه وثبه ، وزط اسم قبيلة وهو فاعل صال ويوم ظرف استنجده ومضاف إلى الجملة الفعلية ، وجعل سيبويه حروف الإبدال أحد عشر حرفا منها حروف الزيادة وهي : سألتمونيها بدون السين واللام ، وثلاثة غيرها وهي الطاء والدال والجيم ، وعند الزمخشري ثلاثة عشر يجمعها قولك :
استنجده يوم طال ، وقال ابن الحاجب : حروفه أربعة عشر يجمعها قولهم (أنصت يوم جد طاه زل) وقال : إن ما ذهب إليه الزمخشري وهم منه ؛ لأنه أسقط الضّاد والزاي وهما من حروف الإبدال لقولهم : صراط في سراط ، وزقر في سقر ، وزاد السين وليست من حروف الإبدال ولا يرد عليه اسمع أصله استمع فإبدال السين عن التاء ؛ لأن مثل هذا من باب الإدغام لا من باب الإبدال ، فإن من قال في اسمع بإبدال السين من التاء ، ورد عليه نحو اذكر واظلم أنه من حروف الإبدال وليس كذلك ؛ لأن هذا من باب الإدغام ، والمراد من قولهم حروف الإبدال ، إبدال من غير إدغام إذ كل واحد منها باب على حياله ، وأنت تعلم أن زيادة السين يرد على ما ذكره المصنف أيضا. اه ابن كمال باشا رحمهالله.