ومن الصاد : نحو قول حاتم الطائي : «هكذا فزدي (١) أنه».
الطاء : أبدلت من التاء وجوبا مطردا في الافتعال (٢) ، نحو : اضطرب.
وفي : «فحصط» لقرب مخرجهما.
والموضع (٣) الذي لم يقيّد فيه من الصّور المذكورة يكون جائزا غير مطّرد (٤).
* * *
______________________________________________________
الزاي ليوافق السين في المخرج والدال في الجهر فيتجانس الصوت ويسهل الكلمة على اللسان. اه. أحمد رحمهالله تعالى.
(١) أصله فصدي أنا فقوله : أنه تأكيد لياء المتكلم في فزدي ، حكي أنه كان مشهورا بالكرم فلما أسر وقيد تحت خيمة وأقام في الأسر برهة من الزمان فنزل بمن أسره ضيف ، ولم يكن عنده طعام ليضيفه الضيف به فأمر بعض خدمه أن يأتي حاتما ببعير ليفرد لأجل الضيف ، أي :
ليشوي الدم ويطعم الضيف ، فلما أتي حاتم بالبعير نحره فلامه الخدم وقالوا : أمرناك بفصده فكيف أقدمت على نحره ، فقال : هكذا فزدي أنه فقال الضيف لصاحب الخباء : من هذا الأسير؟ فقال : هو حاتم الطائي ، فاستوهبه منه فوهبه إياه ثم أطلقه. اه فلاح وإيضاح.
(٢) قوله : (مطردا) في باب الافتعال كما مر من أن تاء الافتعال إذا وقعت بعد الحروف الأربعة التي هي حروف الطبقة المستعلية وهي الصاد والضّاد والطاء والظاء يقلب وجوبا طاء مهملة لما بين حروف الإطباق ، وبين التاء من التضاد والتنافر ، وجمع المتضادين ثقيل فطلبوا حرفا من مخرج التاء ليوافق التاء في المخرج ويوافق الحروف المطبقة في الإطباق ؛ ليسهل النطق بها وهو الطاء نحو اضطرب أصله اضترب. اه شمس الدين.
(٣) قوله : (والموضع ... إلخ) لما كان للقائل : إن المصنف بين إبدال أحرف بحروف أخرى في هذا البحث من الإبدال ولم يتعرض فيه إلى الاطراد والجواز في كثير من المواد ، فلم يعلم أن الإبدال فيه مطرد أو جائز ولا بد من معرفة ذلك امتيازا بينهما ، دفعه بقوله : والموضع ... إلخ ، فحصل الامتياز بينهما. اه لمحرره.
(٤) قوله : (غير مطرد) أي : سماعا لا يقاس عليه إلا مثل موقن ؛ لأن إبدال الواو من الياء فيه واجب مطرد مع أنه لم يقيد به لعلّة ذكرناها ثمة ، فلا يرد أن يقال : في هذا القول خبط ؛ لأن الإبدال في مثل موقن واجب مطرد مع أنه لم يقيد بشيء. اه فلاح.