بسم الله الرّحمن الرّحيم
تقديم
عند ما يتكلم المرء فهو يحدّد هويته الحضارية والإنسانية ، وإذا امتلك لغته ، حدّد مركزه في المجتمع ، فاللغة وإن كانت وسيلة للتعبير عن الفكر ، فهي تمثّل الفكر كله ، ولا عجب بعد ذلك إذا تحقّقت أسباب التطوّر والرقيّ ، نتيجة العناية بها.
واللغة ليست هدفا بحدّ ذاته بل هي أداة ، تنقل الأفكار والمشاعر بين البشر ، هي أداة اتصال وحاملة معلومات. لقد تمكّنت اللغة من القيام بدور الوسيط الاجتماعي ، ونجحت في تحقيق الاتصال والتواصل بين الناس ، وكان أكثرهم قدرة على التأثير في نفوس سامعيه ، هو من يمتلك مهارة الكلام ، ويستعمل اللغة بمرونة وطواعية في مختلف المجالات ، وكانت الفعالية الاجتماعية ترتبط بالبلاغة ، وهذه لم تكن تحتاج إلى أيّ أساس ماديّ ، بل تشترط قوالب تعبير إبلاغية جيدة عند المتكلّم ليصنّف بين المؤثّرين في وسطه.
واللغة العربية هي لغتنا الأم ، هي صلة الوصل بين الأحفاد والأجداد ، كما أن فيها صور الآمال والأماني للأجيال الناشئة ، لذلك ينبغي التفاني في حبّها والاعتناء بدرسها ، والتعرّف على تراثها والاطّلاع على دورها الذي تلعبه في حياة الفرد والأمة ، فهي التي تعبّر عمّا يدور