بسم الله الرّحمن الرّحيم
[باب ما ينصرف وما لا ينصرف * هذا باب أفعل]
اعلم أن أفعل إذا كان صفة لم ينصرف في معرفة ولا نكرة وذلك لانها أشبهت الأفعال نحو أذهب وأعلم قلت فما باله لا ينصرف إذا كان صفة وهو نكرة ، فقال لأن الصفات أقرب الى الأفعال فاستثقلوا التنوين فيه ، كما استثقلوه في الأفعال ، وأرادوا أن يكون في الاستثقال كالفعل إذ كان مثله في البناء والزيادة وضارعه ، وذلك نحو أخضر ، وأحمر ، وأسود ، وأبيض ، وآدر ، فإذا حقّرت قلت : أخيضر ، وأحيمر فهو على حاله قبل أن تحقّره من قبل أنّ الزيادة التي أشبه بها الفعل مع البناء ثابتة وأشبه هذا من الفعل ما أميلح زيدا كما أشبه أحمر أذهب.
[باب أفعل اذا كان اسما ، وما أشبه الأفعال من الاسماء التي في أوائلها الزوائد]
فما كان من الأسماء أفعل فنحو أفكل ، وأزمل ، وأيدع ، وأربع لا تنصرف في المعرفة لأنّ المعارف أثقل وانصرفت في النكرة لبعدها من الأفعال ، وتركوا صرفها في المعرفة حيث أشبهت الفعل لثقل المعرفة عندهم ، وأما ما أشبه الأفعال سوى أفعل فمثل اليرمع واليعمل ، وهو جماع اليعملة ومثل أكلب ، وذلك أنّ يرمعا بمنزلة يذهب وأكلب بمنزلة أدخل ، ألا ترى أن العرب لم تصرف أعصر ولغة لبعض العرب يعصر لا يصرفونه أيضا وتصرف ذلك في النكرة لانه ليس بصفة.