تلزمه مذهب الحقّ ضرورة وعيانا ومشاهدة وكشفا وإشارة ودلالة وحسّا وجفرا وشرعا وغير ذلك حتّى لا يكون له ولمنكره سبيل في أرض أو سماء إلّا الإقرار أو الانكسار وهي :بسم الله الرّحمن الرحيم.
أقول : روي أنّه بعد انقضاء (المص) ب (المر) يقوم المهدي والألف قد أتى على آخر الصاد والصاد عندكم أوسع من الفخذين فكيف يكون احداهما. وأيضا الواو ثلاثة أحرف ستّة وألف وستّة وقد مضت ستّة الأيام والألف هو التمام ولا كلام فكيف الستّة والأيّام الأخر وإلّا لما حصل العود لأنّه سر التنكيس لرمز الرئيس ، فإن حصل من الغير الإقرار بالستّة الباقية تمّ الأمر بالحجّة وظهر الاسم الأعظم بالألفين القائمين بالحرف الذي هو حرفان من الله ؛ إذ هما أحد عشر وبهما ثلاثة عشر فظهروا والذي هو هاء فأين الفصل؟ ولكن الواحد ما بين الستّة والستّة مقدر بانقضاء (المص) ب (المر) فظهر الستّة والستين في سدسها الذي هو ربعها وتمام السدس الذي هو الربع بالألف المندمجين فيه وسرّه تنزل الألف من النقطة الواسعة بالستّة والستّة الثاني في الليلة المباركة بالأحد عشر وهي هو الذي هو الستر والاسم المستتر الأوّل الظاهر في سرّ يوم الخميس ، فيستتم السرّ يوم الجمعة ويجري الماء المعين يوم تأتي السماء بدخان مبين ، هذا والكلّ في الواو المنكوسة من الهاء المهموسة فأين الوصل عند مثبت الفصل؟ ليس في الواحد ولا بينه غير وإلّا لكان غير واحد (وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ) (١) تمّ كلامه (٢).
قال بعض الفضلاء في حلّ هذا الرمز : هذا الحديث من أخبارهم الصعبة المستصعبة ، هذا واحتمال البداء في أخبارهم من غير الحتمية جار ، وهو يرفع إشكال عدم المطابقة في بعض التواريخ كما عرفت بل يمكن أن يخبروا بخبر في رجل فيقع في ولده أو يخبروا في ولده فيقع في ولد ولده ، فعن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنّ الله أوحى إلى عمران إنّي واهب لك ذكرا سويا مباركا يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله وجاعله رسولا إلى بني إسرائيل ، فحدّث عمران بذلك امرأته حنّة وهي أمّ مريم فلمّا حملت بها كان حملها عند نفسها غلاما فلمّا وضعتها قالت : (إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى) (٣) أي لا تكون البنت رسولا ،
__________________
(١) العنكبوت : ٤٣.
(٢) في تفسير العياشي قريب منه : ٢ / ٢٠٣ ح ٢.
(٣) آل عمران : ٣٦.