البيوت ومنجد المجالس ، يتبرّج الرجل منهم كما تتبرّج الزوجة لزوجها وتتبرّج النساء بالحلي والحلل المزيّنة ، رأيتهم يومئذ ذي الملوك الجبابرة يتباهون بالجاه واللباس ، وأولياء الله عليهم الفناء ، شجية ألوانهم من السهر ، ومنحنية أصلابهم من القيام ، قد لصقت بطونهم بظهورهم من طول الصيام ، قد أذهلوا أنفسهم وذبحوها بالعطش طلبا لرضى الله وشوقا إلى جزيل ثوابه وخوفا من أليم عقابه ، فإذا تكلّم منهم بحق متكلّم أو تفوّه بصدق قيل له:اسكت فأنت قرين الشيطان ورأس الضلالة ، يتأوّلون كتاب الله على غير تأويله ويقولون (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ) إلى قوله تعالى (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ) عن الصادق عليهالسلام فهو من الآيات التي تأويلها بعد تنزيلها قال : ذلك بعد قيام القائم ، ويقول يوم القيامة (يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ) أي تركوه (قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا) قال : هذا يوم القيامة (أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ) أي بطل (ما كانُوا يَفْتَرُونَ) (١) (٢).
الآية العشرون : قوله تعالى (قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (٣). في الدمعة عن الكافي عن أبي جعفر عليهالسلام عن كتاب علي : أنا وأهل بيتي الذين أورثنا الأرض ونحن المتقون والأرض كلها لنا فمن أحيا أرضا من المسلمين فليعمرها ، وليؤدّ خراجها إلى الإمام من أهل بيتي وله ما أكل حتّى يظهر القائم من أهل بيتي بالسيف فيحويها ويمنعها منهم ويخرجهم كما حواها رسول الله صلىاللهعليهوآله ومنعها إلّا ما كان في أيدي شيعتنا ، يقاطعهم على ما في أيديهم ويترك الأرض في أيديهم (٤).
الآية الحادية والعشرون : قوله تعالى (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ) إلى قوله (الْمُفْلِحُونَ) (٥) عن أبي جعفر عليهالسلام قال : (يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ) يعني النبي والوصي والقائم عليهالسلام ، يأمرهم بالمعروف إذا قام وينهاهم عن المنكر ، والمنكر من أنكر فضل الإمام وجحده (وَيُحِلُّ لَهُمُ
__________________
(١) الأعراف : ٥٣.
(٢) الحديث بتفاوت في التحصين لابن فهد : ٢١ القطب الثالث في فوائدها.
(٣) الأعراف : ١٢٨.
(٤) الكافي : ١ / ٤٠٧ ح ١ وتأويل الآيات : ١٨٤.
(٥) الأعراف : ١٥٧.