وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلَّا إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً) (١) يقول : معاندا للأئمّة يدعو إلى غير سبيلها ويصدّ الناس عنها وهي آيات الله (٢).
الآية العشرون ومائة : قوله تعالى (فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ) (٣) عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) قال : الوحيد ولد الزنا وهو زفر (وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً) قال : أجل ممدود إلى مدّة (وَبَنِينَ شُهُوداً) قال : أصحابه الذين شهدوا أنّ رسول الله لا يورث (وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً) ملكه الذي ملكته مهّدته له (ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلَّا إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً) قال : لولاية أمير المؤمنين عليهالسلام جاحدا معاندا لرسول الله (سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ) فيما أمر به من الولاية ، وقدر أي مضى رسول الله لا يسلم لأمير المؤمنين البيعة الذي بايعه بها على عهد رسول الله (فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ) قال : عذاب بعد عذاب يعذّبه القائم ، (ثُمَّ نَظَرَ) إلى رسول الله وأمير المؤمنين ف (عَبَسَ وَبَسَرَ) ممّا أمر به (ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ) وقال : (إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ).
قال : إنّ زفر قال : إنّ رسول الله سحر الناس لعلي (إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ) أي ليس بوحي من الله عزوجل (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ) إلى آخر الآية ، فيه نزلت (٤).
الآية الحادية والعشرون ومائة : (وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ) (٥) المراد بالصبح القائم (٦). قوله تعالى (وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً) (٧) لأهل المشرق والمغرب ، والملائكة هم الذين يملكون علم آل محمّد. قوله (وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) قال : يعني المرجئة. وقوله (لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) قال : هم الشيعة وهم أهل الكتاب وهم الذين اوتوا الكتاب والحكم والنبوّة. وقوله تعالى (وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) أي لا يشكّ الشيعة في أمر القائم (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) يعني بذلك الشيعة وضعفاءها والكافرين (ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً) فقال الله عزوجل لهم : (كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ) فالمؤمن يسلّم والكافر يشكّ.
__________________
(١) المدّثر : ١١ ـ ١٦.
(٢) تأويل الآيات : ٧٠٩ سورة المدّثر.
(٣) المدّثر : ٢٠.
(٤) تفسير القمّي : ٧٠٣ ط. القديمة وتأويل الآيات : ٢ / ٧٣٣.
(٥) المدّثر : ٣٤.
(٦) لم أجده في المصادر.
(٧) المدثر : ٣١.