ولدها عثمان وحسن اعتقاده واعتقاد أمّه المذكورة ، واشتهرت القصّة بين أولئك الأقوام ومن سمع هذا الكلام واعتقدوا وجود الإمام عليهالسلام وكان ذلك في سنة أربع وأربعين وسبعمائة (١).
الحكاية الخامسة : فيه عن العالم الفاضل عبد الرحمن العماني : إنّي كنت أسمع في الحلّة السيفية حماها الله تعالى أن المولى الكبير المعظّم جمال الدين ابن الشيخ الأجل الأوحد الفقيه القاري نجم الدين جعفر بن الزهدري كان به فالج فعالجته جدّته بعد موت أبيه بكل علاج للفالج ، فلم يبرأ فأشار إليها بعض الأطباء ببغداد فأحضرتهم فعالجوه زمانا طويلا فلم يبرأ ، وقيل لها : ألا تبيتينه تحت القبّة الشريفة بالحلّة المعروفة بمقام صاحب الزمان عليهالسلام لعلّ الله تعالى يعافيه ويبرؤه ، ففعلت وبيّتته تحتها وإنّ صاحب الزمان أقامه وأزال عنه الفالج ، ثمّ بعد ذلك حصل بيني وبينه صحبة حتّى كنّا لم نكد نفترق وان له دار المعشرة يجتمع فيها وجوه أهل الحلّة وشبابهم وأولاد الأماثل منهم ، فاستحكيته عن هذه الحكاية فقال لي : إنّي كنت مفلوجا وعجز الأطبّاء عنّي ، وحكى لي ما كنت أسمعه مستفاضا في الحلّة من قضيّته وأن الحجّة صاحب الزمان عليهالسلام قال لي وقد أباتتني جدّتي تحت القبّة : قم. فقلت : يا سيدي لا أقدر على القيام منذ سنتي. فقال عليهالسلام : قم بإذن الله تعالى ، وأعانني على القيام فقمت فزال عنّي الفالج وانطبق عليّ الناس حتّى كادوا يقتلونني وأخذوا ما كان عليّ من الثياب تقطيعا وتنتيفا يتبرّكون فيها وكساني الناس من ثيابهم ورحت إلى البيت وليس بي أثر الفالج وبعثت إلى الناس ثيابهم ، وكنت أسمعه يحكي ذلك للناس ولمن يستحكيه مرارا حتى ماترحمهالله(٢).
الحكاية السادسة : فيه عن شمس الدين محمد بن قارون : إنّ رجلا يقال له النجم ويلقّب بالأسود في القرية المعروفة بدقوسا على الفرات العظمى وكان من أهل الخير والصلاح ، وكانت له زوجة تدعى بفاطمة خيّرة صالحة ولها ولدان : ابن يدعى عليا وابنة تدعى زينب ، فأصاب الرجل وزوجته العمى وبقيا على حالة ضعيفة وكان ذلك في سنة اثنتي عشرة وسبعمائة وبقيا على ذلك مدّة مديدة ، فلمّا كان في بعض الليل أحسّت المرأة بيد تمرّ على
__________________
(١) البحار : ٥٢ / ٧٢ ح ٥٥ باب ١٨.
(٢) البحار : ٥٢ / ٧٣ ح ٥٥.