يحن إليها ، وفتنة مصبوبة تطأ في خطامها لا ينهها أحد لا يبقى بيت من العرب إلّا دخلته. واحدّثك يا حذيفة أنّ ابنك مقتول فائت عليّا أمير المؤمنين عليهالسلام فمن كان مؤمنا دخل في ولايته فيصبح على أمر يمسي على مثله لا يدخل فيها إلّا مؤمن ولا يخرج منها إلّا كافر.
أهل لها أي : أصيح وأرفع صوتي لأطلب نصيبها ، وتهامة بالكسر مكة شرّفها الله تعالى ، والطبق بالتحريك هو الحال المطابقة لحال اخرى ، والقذة ريش السهم ، والضيم الظلم ، والنطح الإصابة بالقرن والنطيحة هي التي نطحتها بهيمة اخرى حتّى ماتت ، والضروس الناقة السيّئة الخلق تعض حالبها ، وخبط البعير الأرض بيده ضربها ووطئها شديدا ، والدر اللبن ، وكلب قبيلة والنادي مجلس القوم ، والراكب الموضع هو الذي يحمل ركابه على العدو السريع ، والمصقع كمنبر البليغ أو العالي الصوت ، والتضريج التدمية ، والتلطيخ والملحمة الوقعة العظيمة القتل ، ويحن إليها أي يشتاق إليها.
قوله : فعرفت الخ إشارة إلى أن معرفته بالنبي وبنبوّته إنّما هو بعلم سابق له وإنّما باللقاء ازداد يقينا لا أنّه كان سببا لإيمانه.
وروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّ سلمان كان يدعو الناس إليه قبل مبعثه منذ أربعمائة وخمسين. قوله : ولو وليتموها عليا لأكلتم الخ إشارة إلى قوله تعالى (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ ساءَ ما يَعْمَلُونَ) (١). قوله : فخذوها من سنة السبعين الخ إن كان الضمير راجعا إلى البلاء فالظاهر أنّه كان إلى بدل من وإن كان راجعا إلى الرخاء فالمراد أظهر ، فكيف كان فغرضه الإشارة إلى نهاية البلاء وبداية الفرج (٢).
عن غيبة الشيخ عن أبي حمزة الثمالي قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام إنّ عليّا كان يقول : إلى السبعين بلاء وكان يقول بعد البلاء رخاء وقد مضت السبعون ولم نر رخاء فقال أبو جعفر عليهالسلام : يا ثابت إنّ الله تعالى وقّت هذا الأمر في السبعين وكان ، فلمّا قتل الحسين عليهالسلام اشتدّ غضب الله على أهل الأرض فأخّره إلى أربعين ومائة سنة فحدّثناكم فأذعتم الحديث وكشفتم القناع فأخّره الله ولم يجعل له بعد ذلك وقتا عندنا ويمحو الله ما يشاء وعنده أمّ الكتاب.
__________________
(١) سورة المائدة : ٦٦.
(٢) الاحتجاج : ١١١ احتجاج سلمان بعد وفاة النبي.