ولا وثنا ولا أشركا بالله طرفة عين وقوله (إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (١) والعهد عهد الإمامة لا يناله ظالم قال : يا مفضل وما علمك بأنّ الظالم لا ينال عهد الإمامة؟
قال المفضّل : يا مولاي لا تمتحنّي بما لا طاقة لي به ولا تختبرني ولا تبتلني ، فمن علمكم علمت ومن فضلكم على الله أخذت ، قال الصادق عليهالسلام : صدقت يا مفضّل ولو لا اعترافك بنعمة الله عليك في ذلك لما كنت هكذا ، فأين يا مفضل الآيات من القرآن في أنّ الكافر ظالم؟ قال : نعم يا مولاي قوله تعالى : (وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (٢) (والكافرون هم الفاسقون) ومن كفر وفسق وظلم لا يجعله الله للناس إماما قال الصادق عليهالسلام : أحسنت يا مفضل ، فمن أين قلت برجعتنا ، ومقصرة شيعتنا تقول معنى الرجعة أن يرد الله إلينا ملك الدنيا وأن يجعله للمهدي؟ وويحهم ، متى سلبنا الملك حتّى يرد علينا؟
قال المفضّل : لا والله ما سلبتموه ولا تسلبونه لأنّه ملك النبوّة والرسالة والوصيّة والإمامة ، قال الصادق عليهالسلام : يا مفضّل لو تدبّر القرآن شيعتنا لما شكّوا في فضلنا ، أما سمعوا قوله عزوجل : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) (٣) والله يا مفضّل إنّ تنزيل هذه الآية في بني إسرائيل وتأويلها فينا وإنّ فرعون وهامان تيم وعدي.
قال المفضّل : يا مولاي فالمتعة؟ قال : المتعة حلال طلق والشاهد بها قول اللهعزوجل:(وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً) (٤) أي مشهودا والقول المعروف هو المشتهر بالولي والشهود وانّما احتيج إلى الولي والشهود في النكاح ليثبت النسل ويصحّ النسب ويستحق الميراث وقوله : (وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً) (٥) وجعل الطلاق في النساء المزوّجات غير جائز إلّا بشاهدين ذوي عدل من المسلمين وقال في سائر الشهادات على الدماء والفروج والأموال
__________________
(١) سورة البقرة : ١٢٤.
(٢) سورة البقرة : ٢٥٤.
(٣) سورة القصص : ٥ ـ ٦.
(٤) سورة البقرة : ٢٣٥.
(٥) سورة النساء : ٤.