ويقيم بها إلى أن يخرج الدجّال وينزل عيسى بن مريم عليهالسلام فيقتل الدجّال (١).
وفي البيان لمحمد بن يوسف بن محمد القرشي الكنجي الشافعي عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله : غزا طاهر بن أسماء بني إسرائيل فسباهم وأخذ حلي بيت المقدس وأحرقها بالنيران وحمل منها ألف وتسعمائة سفينة في البحر حتّى أوردها رومية. قال حذيفة : سمعت رسول الله يقول : ويستخرج المهدي ذلك حتّى يرده إلى بيت المقدس ، ثمّ يسيرون إلى مدينة يقال لها : القاطع على البحر الأخضر المحدق بالدنيا ليس خلفه إلّا أمر الله تعالى ، طول المدينة ألف ميل وعرضها خمسمائة ميل ، لها ثلاثة آلاف باب وذلك البحر لا يحمل جارية أي سفينة لأنّه ليس له قعر وكلّما ترونه من البحار إنّما هو خلجان ذلك البحر ، جعله الله منافع لبني آدم ، قال رسول الله : فالدنيا مسيرة خمسمائة عام. أخرجه أبو نعيم في صفة المهدي (٢).
وفي الدمعة عن عقد الدرر قال كعب الأحبار : يخرج المهدي إلى بلد الروم ويفتح القسطنطينة ثمّ يأتيه الخبر بخروج الأعور الدجّال وهو رجل عريض عينه اليمنى مطموسة وأمّا اليسرى فكأنّها كوكب ، بين عينيه مكتوب : كافر بالله وبرسول الله ، يخرج ويدّعي أنّه الربّ ولا يسمعه أحد إلّا تبعه إلّا من عصمه الله عزوجل ويكون له جنّة ونار فيقول هذه جنّة لمن سجد لي ومن أبى أدخلته النار (٣).
وقال وهب بن منبه عن خروج الأعور الدجّال : تهب ريح قوم عاد وسماع صيحة كصيحة قوم صالح ويكون مسخ كمسخ أصحاب الرس وذلك عند ترك الناس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويسفكون الدماء ويستحلّون الزنا ويعظم البلاء ويشرب الخمر ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء فعند ذلك يخرج الدجّال من ناحية المشرق من قرية يقال لها دراس يخرج على حماره ، مطموس العين مكسور الظفر ويخرج منه الحيات محدودب الظهر قد صور كل السلاح في يديه حتّى الرمح والقوس ، يخوض البحار إلى كعبه ويكون أجناده أولاد الزنا ويجيء إلى الشجرة وإذا جاء بلدا قال : أنا ربّكم.
__________________
(١) الصراط المستقيم : ٢ / ٢٥٧ والعطر الوردي : ٦٨.
(٢) البيان : ١٤٠ باب ٢٠ ، وعقد الدرر : ١٤٣.
(٣) عقد الدرر : ١٩١ الفصل الثاني من الباب الثاني عشر.