احدا ناولني كتاب إكمال الدين للصدوق قدسسره الذي كان لي بالخزانة قال لي : ذاكر بما في هذا ، فتناولته فانتبهت واشتغلت بالمذاكرة وفي كل يوم كنت أذاكر شيئا ممّا في ذلك الكتاب امتثالا للأمر ، ثمّ إنّي سافرت لزيارة الأئمّة بالعراق يوم السابع عشر من شهر صفر المظفر من السنة التالية فزرت مقابر قريش وسرّ من رأى ولاقيت صديقي الأنور شيخ المحدّثين في عصره المولى النوري نوّر الله قلبه وملأ لبّه حبّه وفاوضنا في المطالب فحدّثته بالرؤيا قال : هذا ليس بشيء وعندي رواية ليس في روايات من رأى الحجّة عجّل الله تعالى فرجه ما يحوي تفصيلها ثمّ حكاها لي فقفلت وزرت الحائر المقدّس والغري الأقدس وعدت إلى المقابر وكان في عزمي أن أسمعها من لفظ الرائي الراوي بغير واسطة فنويت يوما أن أمضي إلى بغداد فأرسلت إلى السيّد السند والحبر المعتمد السيّد محمد ابن السيد أحمد ابن السيد حيدر الكاظمي زيد في تأييده في أن يكتب كتابا إلى أخيه المقيم ببغداد ذي السداد والاعتماد السيّد حسين سلّمه الله تعالى لكي يطلب لي الرائي الراوي ويحضره عندي لأسمعه منه فكتب وأرسل الكتاب إليّ فأخذته وأتيت بغداد ونزلت بدار الحاج علي أكبر التاجر الهمداني فبعث من أخبره بقدومنا وأوصل إليه الكتاب ، ثمّ جاء السيّد المذكور وجلس هنيئة فقام وخرج في طلب الرجل وما كان إلّا ساعة وإذا به قد رجع ومعه الرجل قال : لما خرجت من عندكم أطلبه فلاقيته في بعض السكك فحمدنا الله جل جلاله على هذه النعمة المترقبة واقتضينا منه أن يحكي لنا ما رأى فأبى وضايقنا ذكر أنّ الشيخ محمد حسن طال بقاه منعه عن ذلك فأصرّ عليه السيّد والحاج وقالا : إنّ هذا ـ يعنياني ـ من أهل العلم والمنبر يذاكر به الناس ، والمصلحة في أن يحكى له فطفق يقول ـ واسمه الحاج علي ابن قاسم الكرادي البغدادي وكان عليه سيماء الصدق والصمت والأمانة ولوائح الصلاح منه للمتوسمين لائحة وكان يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من شهر الرجب من السنة المذكورة ـ :
كنت ببغداد أتجر في البز والقماش وانتدبت يوما للنظر في حساب رأس مالي وما حصل لي من الربح لأعرف ما صار عليّ وفي ذمّتي من حق السادات وسهم الإمام عليهالسلام ولاحظت ورأيت انّه تعلّق بذمّتي ثمانمائة قران من سهم الإمام عليهالسلام فعزمت أن آتي الغري وأزور أمير المؤمنين عليهالسلام يوم الغدير وأوصل ما عليّ إلى العلماء هناك ، فجئت الغري وزرت