سأله راهب: كيف طوبى اصلها في دار عيسى، وعندكم في دار محمد وأغصانها في كل دار؟
فقال عليهالسلام: الشمس قد وصل ضوءها إلى كل مكان، وكل موضع وهي في السماء. قال: وفي الجنة لا ينفذ طعامها وان اكلوا منه ولا ينقص منه شيء؟ فقال عليهالسلام: السراج في الدنيا يقتبس منه ولا ينقص منه شيء، قال: وفي الجنة ظل ممدود؟ فقال عليهالسلام: الوقت الذي قبل طلوع الشمس كله ظل ممدود، قول تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ) قال: ما يؤكل ويشرب في الجنة لا يكون بولاً ولا غايطاً؟ فقال عليهالسلام: الجنين في بطن أمه... الخ.
قال الراهب صدقت، وأسلم، والجماعة معه(١).
كتب إليه من داخل السجن (انه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلّا انقضى معه عنك يوم من الرخاء، حتى نمضي جميعاً إلى يوم ليس فيه انقضاء، هناك يخسر المبطلون)(٢).
كان السندي بن شاهك ناصبياً وكان يضيق على موسى بن جعفر عليهالسلام غاية التضييق. بحيث لا يُطيق اللسان على بيانه، أنزله في قعر داره وظلم المطامير وقيّده بقيود ثلاث ووكل عليه جماعة وأغلق وقفل عليه الأبواب، إلى ان سقاه السم ومرض وبقي في السجن، ثم ان الامام الكاظم عليهالسلام دعا بالمسيب وذلك قبل وفاته بثلاثة أيام وكان موكّلاً به فقال له يا مسيب فقال لبيك يا مولاي، قال إني ظاعن في
_________________________
(١) المناقب: ٢ / ٣٧٤.
(٢) الفصول المهمة ٢٢٧.