به، فرآها بعض الأوغاد ممّن لا يؤمن بالإمام فقال لها إلى أين؟ فقالت إلى موسى بن جعفر عليهالسلام، فانّه قد حبس ابني، فقال لها بسخرية واستهزاء «إنه قد مات بالحبس» فاندفعت تقول بحرارة وقد لذعها قوله «اللهمَّ بحقِّ المقتول في الحبس اسألك أن تريني القدرة» فاستجاب الله لدعاءها فأطلق سراح ولدها، وأودع ابن المستهزئ في ظلمات السجون بجرم ذلك الشخص.
نقل الشيخ الحائري رحمهالله في نور الأبصار نقلاً عن البحار، أن أحمد بن ربيعة كان أحد كتّاب الخليفة المقتدر بالله ظهر جرح في إحدى يديه ولم تزل تُزاد العلّة حتى اسودّت يده ونتنت وظهرت منها رائحة كريهة وأمر المعالج بقطعها استمهلهم ليلة ثم لجأ إلى أمير المؤمنين عليهالسلام واستدعى منه الخلاص فنام فرأى أمير المؤمنين عليهالسلام فيما يراه النائم وقال له يا أحمد إني لمشغول عنك إذهب إلى ولدي موسى بن جعفر وسله حتى تبرئ من علتك فلمّا انتبه اغتسل وتطيّب وأمر بأن يحملوه في محمل إلى موسى بن جعفر عليهالسلام ففعلوا ذلك وجاءوا به إلى القبر الشريف فرمى بنفسه على القبر وجعل يبكي ويتضرع ويتمسح بتراب القبر ويطلب الشفاء ثمّ مدَّ يده فلما أصبح جاءوا إليه وكشفوا عنها فإذا هي بأحسن ما يكون كأن لم يكن فيها جرح ببركة تربة موسى بن جعفر والتوسل به.
يقول الشاعر:
زر ببغداد قبر موسى بن جعفر |
|
قبر موسى مديحه ليس ينكر |
هو بابٌ إلى المهيمن تقضى |
|
منه حاجاتنا وتُحبى وتحبر |
هو حصني وعدّتي وغياثي |
|
وملاذي وموئلي يوم أحشر |
كم مريضٍ وافى إليه فعافاه |
|
وأعمى أتاه صحَّ وأبصر |
وفي الزيارة الجامعة الكبيرة «... مستجيرٌ بكم، زائرٌ لكم لائذٌ عائذٌ بقبوركم مستشفعٌ إلى الله عزَّ وجلَّ بكم ومُتقرّبٌ بكم إليه ومُقدِّمكم اَمام طلبتي وحوائجي...».