في معنى كلامهم يُعرف معناه الصحيح على طبق الواقع، مثال ذلك: ان المنصور سأل الصادق عليهالسلام عن يوم الفطر وحيث كان عليهالسلام في المحذور من الحكم بيوم الفطر في قبال المنصور، الذي كان يدعى امامة الامة وخلافة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قال في جوابه «ذلك للإمام ان افطرت افطرنا» فأوهم للمنصور انه يقول: ان المنصور هو الإمام وانه عليهالسلام لا يفطر إلا بحكم المنصور لانه الإمام، ولكن الدقة في معنى كلامه تعطي الاذعان بانه عليهالسلام لم يقل إلا الحق، فانه يقوله ذلك للإمام. كلام كلي معناه ان الحكم يختص بالامام، واما ان الامام هو المنصور فهو خارج من معناه، وانما التقية في مقام العمل ولذلك صح قوله عليهالسلام ان افطرت افطرنا.
روى المفيد في الإرشاد عن محمد بن اسماعيل عن محمد بن الفضل قال: اختلفت الرواية بين أصحابنا في مسح الرجلين في الوضوء أهو من الأصابع إلى الكعبين أم من الكعبين إلى الإصابع فكتب علي بن يقطين إلى أبي الحسن موسى عليهالسلام جعلت فداك ان اصحابنا قد اختلفوا في مسح الرجلين فان رأيت ان تكتب إليّ بخطك ما يكون عملي عليه فعلت انشاءالله تعالى.
«فكتب إليه أبو الحسن عليهالسلام فهمت ما ذكرت من الاختلاف في الوضوء والذي آمرك به في ذلك ان تتمضمض ثلثا وتستنشق ثلثا وتغسل وجهك ثلثا وتخلل شعر لحيتك وتغسل يدك من اصابعك إلى المرفقين وتمسح راسك كله وتمسح ظاهر اذنيك وباطنها وتغسل رجليك إلى الكعبين ثلاثاً ولا تخالف ذلك إلى غيره».
فلما وصل الكتاب إلى علي بن يقطين تعجب
مما رسم له فيه مما أجمع العصابة على خلافه. ثم قال: مولاي اعلم بما قال وانا ممتثل لامره فكان يعمل في وضوءه على هذا الحد ويخالف ما عليه جميع الشيعة امتثالاً لأمر ابي الحسن عليهالسلام وسعى بعلي بن يقطين إلى الرشيد وقيل له انه رافضي مخالف لك. فقال الرشيد لبعض خاصته قد كثر عندي القول في علي بن يقطين والقرف له بخلافنا وميله إلى الرفض ولست أرى في خدمته لي تقصيراً وقد امتحنته مراراً فما ظهرت منه على ما