يهاجر وان عليّاً آمن وهاجر وقال الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا)، فالتمع لون هارون وتغيّر وقال: مالكم لا تنسبون إلى علي وهو أبوكم وتنسبون إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو جدّكم؟ فقال موسى عليهالسلام: ان الله نسب المسيح عيسى بن مريم عليهالسلام إلى خليله ابراهيم عليهالسلام بامه مريم البكر البتول التي لم يمسها بشر في قوله: (وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ) فنسبه بأمه وحدها إلى خليله ابراهيم عليهالسلام كما نسب داود وسليمان وايوب وموسى وهارون عليهمالسلام بابائهم وامهاتهم فضيلة لعيسى عليهالسلام ومنزلة رفيعة بأمه وحدها. وذلك قوله في قصة مريم عليهاالسلام: (إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) بالمسيح من غير بشر وكذلك اصطفى ربنا فاطمة عليهاالسلام وطهرها وفضلها على نساء العالمين بالحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة».
فقال له هارون وقد اضطرب وساءه ما سمع:
عن محمد بن حكيم، قال: قلت لابي الحسن عليهالسلام: انا نتلاقى فيما بيننا فلا يكاد يرد علينا شيء إلا وعندنا فيه شيء وذلك شيء أنعم الله به علينا بكم، وقد يرد علينا الشيء وليس عندنا فيه شيء وعندنا ما يشبهه فنقيس على أحسنه؟ فقال: لا، وما لكم للقياس، ثم قال لعن الله أبا فلان، كان يقول: قال علي وقلت، وقالت الصحابة وقلت.
ثم قال: كنت تجلس إليه؟ قلت: لا ولكن هذا قوله، فقال أبو الحسن عليهالسلام إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا، وإذا جاءكم ما لا تعلمون فها (ووضع يده على فمه) فقلتُ ولم ذاك؟ قال: لان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أتى الناس بما اكتفوا به على عهده وما يحتاجون إليه من بعده إلى يوم القيامة(١).
_________________________
(١) المحاسن ص ٢٠١٢ ـ ٢٠١٣.