ومما صدر عن الامام السابع عليهالسلام في قبال فقهاء أهل العامة تعريضهم بالفتوى بغير علم قال ابوالحسن عليهالسلام: «من أفتى الناس بغير علم لعنته ملائكة الارض وملائكة السماء»(١).
بيّن الامام السابع عليهالسلام ان العمل بالرأي في الاحكام بدعة ومستلزم للهلاك وانّ ترك الرجوع إلى أهل البيت في استعلام الاحكام الشرعية ضلالة. وفي ذلك روى الكليني عن يونس بن عبدالرحمن قال قلت لابي الحسن الأول عليهالسلام: «بما أوحّد الله؟ فقال: يا يونس لا تكونن مبتدعاً، مَنْ نَظَر برأيه هلك، ومن ترك أهل بيت نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ضل، ومن ترك كتاب الله وقول نبيه كفر»(٢).
قال ابو يوسف للمهدي وعنده موسى بن جعفر عليهالسلام تأذن لي ان اسأله عن مسائل ليس عنده فيها شيء؟ فقال له: نعم، فقال لموسى بن جعفر عليهالسلام اسألك؟ قال: نعم، قال: ما تقول في التظليل للمحرم، قال: لا يصلح، قال: فيضرب الخباء في الأرض ويدخل البيت؟ قال: نعم، قال: فما الفرق بين هذين؟ قال ابو الحسن عليهالسلام: ما تقول في الطامث أتقضي الصلاة؟ قال: لا، قال: فتقضي الصوم؟ قال: نعم، قال: ولم؟ قال: هكذا جاء، قال أبو الحسن عليهالسلام وهكذا جاء، فقال المهدي لابي يوسف: ما أراك صنعت شيئاً؟ قال: رماني بحجر دامغ.
فقال الامام عليهالسلام لا أحدَّها إلا بحدودها قال وما حدودها؟ قال إن حددتها لم تردها قال بحقِّ جدِّك إلا فعلت؟! قال عليهالسلام أما الاحد الأول فعدن فتغير وجه الرشيد
_________________________
(١) المحاسن ٢٠٥.
(٢) الكافي ١ / ٥٦.