ب ـ طلب الخلافة: وهناك مجموعة من السعاة لهارون على إمامنا الكاظم عليهالسلام بحجة انه يطلب الخلافة قد سخّرهم بعض أعوان هارون ليتقرّب من هارون مثل يحيى البرمكي وغيره.
٦ ـ احتجاج الامام: من الأسباب التي حفزت هارون لاعتقال الإمام وزجّهُ في غياهب السجون، احتجاجه عليهالسلام عليه بأنه أولى بالنبي العظيم صلىاللهعليهوآلهوسلم من جميع المسلمين فهو أحد أسباطه ووريثه وأنّه أحقُّ بالخلافة مِن غيره وقد جرى احتجاجه عليهالسلام معه في مرقد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وذلك حينما زاره هارون وقد احتفَّ به الوجوه والأشراف وقادة الجيش وكبار الموظفين بالدولة فقد أقبل بوجهه على الضريح المقدَّس وسلّم عَلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قائلاً: «السلام عليك يا بن العم» وقد اعتزَّ بذلك على من سواه وافتخر على غيره برحمه الماسّة من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وإنّه إنّما نال الخلافة لقربه من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وكان الإمام عليهالسلام آنذاك حاضراً فسلّمَ على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قائلاً: «السلام عليك يا أبتِ» ففقد الرشيد صوابه واستولّت عليه موجات من الأستياء حيث قد سبقه الامام عليهالسلام إلى ذلك المجد والفخر فاندفع قائلاً بنبرات تقطرُ غضباً: «لِمَ قلت أنّك أقرب إلى رسول الله منّا؟؟» فأجابهُ عليهالسلام بجواب لم يتمكن الرشيد من الردَّ عليه أو المناقشة فيه قائلاً: «لو بُعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حيّاً فخطبَ منك كريمتك هل كنت تجيبهُ إلى ذلك؟» فقال هارون سبحان الله وكنتُ أفتخر بذلك على العرب والعجم.
فقال الامام عليهالسلام: «لكنّه لا يخطب منّي ولا أزوّجه لانّه والدنا لا والدكم فلذلك نحن أقربُ إليه منكم». اذن فالإمام أولى بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من هارون وأحقَّ بالخلافة فهو سبطه ووارثه. لذلك ازداد هارون غيظاً على الامام وزجَّ به في السجن.
وفي اليوم الثاني ألقى القبض على الامام
عليهالسلام
فالقت الشرطة القبض على الامام عليهالسلام
وهو قائمٌ يُصلّي لربّه عند رأس جدّه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
فقطعوا عليه صلاته ولم