لقد مات أبرّ الناس بالناس، وأعطفهم على الضعفاء والفقراء الذي أثلج قلوبهم بصراره وهباته وعطاياه، وكشف عنهم مرارة العيش لقد مات أحلم الناس، وأكظمهم للغيظ والمكروه... ففي ذمة الله أيُّها الامام العظيم، لقد مضيت إلى الله شهيداً سعيداً، فسلامٌ عليك يابن رسول الله يوم ولدت ويوم مت واستشهدت، ويوم تبعث حيا.
قامت الشرطة بدورها في التحقيق في هذا الحادث الذي تعرض له الامام لتبرأ ساحة هارون من المسؤولية، أما التحقيق فقد قام به السندي أولاً والرشيد ثانياً، أما ما قام به السندي فكان في مواضع ثلاثة:
الأول: ما حدث به عمرو بن واقد، قال أرسل إلى السندي ابن شاهك في بعض الليل وأنا ببغداد سيحضرني، فخشيت أن يكون لسوءٍ يريدهُ بي، فأوصيت عيالي بما احتجت إليه وقلت إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ثم ركبت إليه، فلما رآني مقبلاً قال لي:
يا أبا حفص، لعلنا أرعبناك وأزعجناك؟ فقال: نعم.
فقال: ليس هنا إلّا الخير.
فرسول تبعثه إلى منزلي ليخبرهم خيري
فقال: نعم.
ولما هدأ روعه وذهب عنه الخوف، قال له السندي: يا أبا حفص أتدري لم أرسلت إليك؟
فقال: لا.
فقال: أتعرف موسى بن جعفر عليهالسلام؟
فقال: اي والله إني أعرفه وبيني وبينه صداقة منذ دهر.
فقال: هل ببغداد ممن يقبل قوله تعرفه أنه يعرفه؟