الجماعة مطلقاً ، وجماعة اُرسل إليهم رسول ، ويقال لكلّ جيل من الناس والحيوان : اُمّة. ومنه : لولا أنّ الكلاب اُمّة تسبّح لأمرت بقتلها (١).
ومنه : إنّ إبراهيم عليهالسلام كان اُمّة واحدة كما في قوله تعالى : «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً» (٢).
ومنه بمعنى حين كما قال الله : «وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ» (٣).
هذا واُمّة النبي نوعان :
الأول : اُمّة الإجابة : وهم الذين أجابوا دعوته ، وصدّقوا نبوّته ، وآمنوا بما جاء به ، وهؤلاء هم الذين جاء مدحهم بالكتاب والسنّة كقوله تعالى : «جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا» (٤) وكقوله : «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ» (٥) ولقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله «شفاعتي لأهل الكبائر من اُمّتي» (٦).
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ اُمّتي يأتون يوم القيامة غرّاً محجّلين» (٧).
الثاني : اُمّة الدعوة : وهم الذين بعث إليهم النبي صلىاللهعليهوآله من مسلم وكافر ، ومنه قوله صلىاللهعليهوآله «والذي نفس محمّد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الاُمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي اُرسلت به إلّا كان من أصحاب النار» (٨)
قوله عليهالسلام : «وَدَعٰا إِلَى الْجَنَّةِ مُبَشِّراً» أي مبشراً لمن سلك سبيل الله
__________________
١ ـ النهاية لإبن الأثير : ج ١ ، ص ٦٨.
٢ ـ النحل : ١٢٠.
٣ ـ يوسف : ٤٥.
٤ ـ البقرة : ١٤٣.
٥ ـ آل عمران : ١١.
٦ ـ سنن أبي داود : ج ٤ ، ص ٢٣٦.
٧ ـ مسند أحمد بن حنبل : ج ٢ ، ص ٤٠٠.
٨ ـ صحيح مسلم : ج ١ ، ص ١٣٤ ، ح ٢٤٠.