وعنها أيضاً قالت : كان ضجاع النبيّ صلىاللهعليهوآله من أدم محشواً ليفاً (١).
وأخرجه الترمذي عن علي عليهالسلام كان فراش رسول الله صلىاللهعليهوآله عباءة ، وكانت مرفقته (٢) أدم حشوها ليف. فثنيت ذات ليلة ، فلمّا أصبح قال : لقد منعني الليلة الفراش الصّلاة فأمر صلىاللهعليهوآله أن يجعل له بطاق واحد (٣).
وفي مكارم الاخلاق : وكان له صلىاللهعليهوآلهوسلم فراش من أدم حشوه ليف ، وكانت له صلىاللهعليهوآله عباءة تفرش له حيثما انتقل وثنّى ثنتين (٤).
ومن عظيم زهده والإعراض عن الدنيا وزخارفها قال الغزالي : وكانت له عباءة تفرش له حيثما تنقل ثنىٰ طاقتين تحته (٥).
قوله عليهالسلام : «وَأَحَبَّ أَنْ تَغِيبَ زِينَتُهٰا عَنْ عَيْنِهِ. لِكَيْلٰا يَتَّخِذَ مِنْهٰا رِيٰاشًا» أي زينة وتجمّلاً ، وفي منهاج البراعة نقلاً عن الغزالي : قال : قال أبو بردة : خرجت لنا عائشة كساءً ملبّداً وإزاراً غليظً ، فقالت : قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله في هذين (٦).
قوله عليهالسلام : «وَلٰا يَعْتَقِدَهٰا قَرٰارًا» كما أشار بذلك مؤمن آل فرعون حيث يحكىٰ عنه القران الكريم : «يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ» (٧).
__________________
١ ـ الطبقات الكبرى : ج ١ ، ص ٣٦٠ ، وأخرجه إبن ماجة في سننه : ج ٢ ، ص ١٣٩٠ ، ح ٤١٥١ ، وأحمد في مسنده : ج ٦ ، ص ٤٨ ، ٢٠٧ ، ٢١٢ ، وأبو داود في سننه : ج ٤ ، ص ٧١ ، ح ٤١٤٦ و ٤١٤٧.
٢ ـ المرفقه : المخدّة.
٣ ـ الشمائل للترمذي : ٣٢٢ وأخرجه المجلسي في بحارالأنوار : ج ١٦ ، ص ٢٥٢ ، والأنوار في شمائل النبيّ المختار : ج ٢ ، ص ٤٥٤ ، ح ٨٣٥.
٤ ـ مكارم الأخلاق : ج ١ ، ص ٩١ ، ح ١٦٩ / ٤ ، في فراشه صلىاللهعليهوآله.
٥ ـ إحياء العلوم : ج ٢ ، ص ٤٠٧.
٦ ـ منهاج البراعة : ج ٩ ، ص ٣٧٩.
٧ ـ غافر : ٣٩.