قوله عليهالسلام : «وَلٰا يَرْجُوَ فِيهٰا مُقٰامًا» لأنّها دار فناء لا دار بقاء.
قال الشاعر :
أحلام نوم أوكظلّ زائل |
|
إنّ اللبيب بمثلها لا يخدع |
وقال أميرالمؤمنين عليهالسلام : الدنيا دار من لا دار له ، ولها يجمع من لا عقل له ، وعليها يعادي من لا علم له ، وعليها يحسد من لا فقه له ، ولها يسعي من لا يقين له (١).
وعن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : مالي وللدنيا ، إنّما مثلي ومثلها كمثل الراكب رفعت له شجرة في يوم صائف ، فقال تحتها (٢) ثم راح وتركها (٣).
وروى البيهقي في حديث فقال : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : مالي وللدنيا؟ وما أنا والدنيا؟ وإنّما أنا والدنيا كراكب استظلّ تحت شجرة ، ثم راح وتركها (٤).
قوله عليهالسلام : «فَأَخْرَجَهٰا مِنَ النَّفْسِ ، وَأَشْخَصَهٰا عَنِ الْقَلْبِ» أي أبعدها عن القلب.
قوله عليهالسلام : «وَغَيَّبَهٰا عَنِ الْبَصَرِ» أي غيّب زينتها عن البصر.
قوله عليهالسلام : «وَكَذٰلِكَ مَنْ أَبْغَضَ شَيْئًا أَبْغَضَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ وَأَنْ يُذْكَرَ عِنْدَهُ» وهذا واضح طبيعى لا مناقشه فيه.
__________________
١ ـ إحياء العلوم : ج ٣ ، ص ٢١٧ وأخرج الكليني شطراً من الحديث في الكافي : ج ٨ ، ص ٢٧٤ ، ح ٨.
٢ ـ فقال تحتها : أي أتى بالقيلولة : من قال يقيل فيلولة وهي النوم قبل الظهر.
٣ ـ الكافي : ج ٢ ، ص ١٣٤ ، ح ١٩.
٤ ـ دلائل النبوّة : ج ١ ، ص ٣٣٨ ، وأخرجه إبن سعد في الطبقات الكبرى : ج ١ ، ص ٣٦١ ، والهندي في كنز العمّال : ج ٣ ، ص ٢٤٣ ، ح ٦٣٦١.