الماء والتمر (١).
وعن أبي هريرة قال : والذي نفسي بيده ما أشبع رسول الله صلىاللهعليهوآله أهله ثلاثة أيّام تباعاً من خبز حنطة حتّى فارق الدنيا (٢).
وعنه أيضاً قال : جاء رجل إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله فشكا إليه الجوع ، فبعث رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى بيوت أزواجه فقلن : منا عندنا إلّا الماء.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من لهذا الرجل الليلة؟ فقال علي بن أبي طالب عليهالسلام : أنا له يا رسول الله صلىاللهعليهوآله؛ وأتى فاطمة عليهاالسلام فقال : ما عندك يا ابنة رسول الله؟ فقالت : ما عندنا إلّا قوت الصبية لكنّا نؤثر ضيفنا.
فقال علي عليهالسلام : يا ابنة محمّد ، نوّمي الصبية ، واطفئي المصباح ، فلَمّا أصبح علي عليهالسلام غدا على رسول الله صلىاللهعليهوآله فأخبره الخبر ، فلم يبرح حتّى أنزل الله عزّوجلّ هذه الآية : «وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» (٣) (٤).
وقال الواحدي نزلت هذه الآية : «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا» (٥). في علي عليهالسلام قال عطاء ، عن إبن عبّاس : وذلك أنّ علي بن أبي طالب رضى الله عنه نوبة آجر نفسه يسقي نخلاً بشيئ من شعير ليلة حتّى أصبح ، وقبض الشعير وطحن ثلثه ، فجعلوا منه شيئاً ليأكلوا يقال له : الخزيرة ، فلمّا تمّ إنضاجه ، أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ، ثم عمل الثلت الثاني ، فلمّا تمّ انضاجه أتى يتيم فسأل ، فأطعموه ،
__________________
١ ـ صحيح مسلم : ج ٤ ، ص ٢٢٨٤ ، ح ٢٩٧٥ / ٣١.
٢ ـ صحيح مسلم : ج ٤ ، ص ٢٢٨٤ ، ح ٢٩٧٦ / ٣٢.
٣ ـ الحشر : ٩.
٤ ـ أمالى الشيخ الطوسي : ص ١٨٥ ، ح ٣٠٩ / ١١.
٥ ـ الإنسان : ٨.