السموات والأرض من تسبيح محمّد وأُمّته (١).
وقال أبو طالب عمّ النبيّ صلىاللهعليهوآله.
أمين حبيب في العباد مسوّم |
|
بخاتم ربّ قاهر في الخواتم |
يرى الناس برهاناً عليه وهيبة |
|
وما جاهل في قومه مثل عالم |
وقال إبن قتيبة : كان أميّة بن أبي الصّلت : قد قرأ الكتب ، ورغب عن عبادة الأوثان ، وكان يخبر بأن نبيّاً يبعث قد أظل زمانه ، فلمّا سمع بخروج النبيّ صلىاللهعليهوآله وقصته كفر حسداً له ، ولمّا أنشد للنبيّ صلىاللهعليهوآله شعره ، قال : آمن لسانه وكفر قلبه (٢).
قوله عليهالسلام : «كَرِيماً مِيلٰادُهُ» عند ما كان وقت الميلاد أرهصت الدنيا بعلامات الهادي الحبيب ، فالأرض ملئت ظلما وجوراً ، غدت الأرض مرتعاً للظلم والفساد ، والجاهليّة قد إستطال ظلامها فغشيت العيون القلوب وكتب الله قد حرّفت وشوّهت معالمها ، وكان لابدّ أن يشرق اللطلف الإلهي في ربوع الأرض ، وتتجّدد رسالة الله سبحانه للإنسان ، فيخاطبه بالكلمة الحق ، وشاء الله أن يولد النور في رحاب مكّة ، ويشعّ الوحي في سمائها المقدّس. ويتعالى صوت التوحيد في الحرم الأمن ، حرم إبراهيم وإسماعيل عليهالسلام ، ذلك في عام المحنة عام الفيل الذي دهم فيه مكّة ، خطر الغزو والحبشي لهدم الكعبة وإطفاء نور النبوات ، واستئصال ميراث إبراهيم العظيم عليهالسلام وفي هذا العام (٥٧١) للميلاد ولد محمّد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله في يوم الجمعة عند الروال في السابع عشر من شهر ربيع الأوّل كما هو المشهور بين أصحابنا قبل هجوم أصحاب الفيل بخمسين ليلة ، ولدته اُمّه آمنة بنت وهب في مكة المكرّمة في منزل أبيه عبد الله بن عبد المطلب في
__________________
١ ـ كنز الفوائد : ج ١ ، ص ٢٠٥.
٢ ـ المعارف لإبن قتيبة : ٦٠.