إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ» (١).
وقد كانت لقوم نوح أصنام قد عكفوا عليها ، قص الله تعالى خبرها على رسوله صلىاللهعليهوآله فقال عزّوجلّ : «وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا * وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا» (٢).
فكان الذين إتخذوا تلك الأصنام من ولد إسماعيل وغيرهم وسمّوا بأسمائهم حين فارقوا دين إسماعيل : كلب بن وَبرْة من قضاعة ، إتّخذوا «وَدّاً» بدومة الجندل (٣).
وهذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر ، اتّخذوا «سواعاً» (٤) وأنعم من طيّ ، وأهل جرش من مذحج (٥) اتخذوا «يغوث» وخيوان (٦) بطن من هَمْدان إتّخذوا «يعوق» بأرض همدان من أرض اليمن.
وذو الكلاع من حِمْيَر ، اتّخذوا «نسراً» بأرض حمير (٧) وكانت «اللّات» (٨) لثقيف بالطائف. وكانت «مناة» (٩) للاوس والخزرج ، ومن دان بدينهم من أهل يثرب على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد (١٠) وكانت لقريش وبني كنانة «العزى» (١١). واتخذوا أساف و
__________________
١ ـ الزمر : ٣.
٢ ـ نوح : ٢٣ ـ ٢٤.
٣ ـ دومة الجندل : حصنٌ بين المدينة والشام ، وهو أقرب إلى الشام من المدينة.
٤ ـ سواع : اسم صنم كان يعبد في زمن نوح ، ثم صار لهذيل.
٥ ـ المعروف أنّ جرش من حمير ، وأنّ مذحج من كهلان بن سبأ.
٦ ـ خيوان : قرية لهم من صنعاء على ليلتين ممّا يلي مكّة وكان بها يعوق.
٧ ـ كان هذا الصنم بأرض يقال لها : بلخع ، موضع من أرض سبأ ولم تزل تعبده حمير.
٨ ـ اللات وهي أحدث من مناة ، وكانت صخرة مربّعة.
٩ ـ وكانت مناة أقدمها كلّها ، ولم يكن أحد أشد إعظاماً لها من الأوس والخزرج.
١٠ ـ قديد : موضع قرب مكة. والمشلل : جبل يهبط منه إلى قديد من ناحيه البحر.
١١ ـ العزى أحدث من اللات ومناة.