نائلة صنماً لهم وجعلوهما على الصفا والمروة (١).
وكانت قريش قد اتخذت صنماً على بئر في جوف الكعبة يقال له : هبل (٢).
قوله عليهالسلام : «وَطَرٰائِقُ مُتَشَتِّتَةٌ» كالدهريّة ، والوثنية. وكان الحرث بن قيس السهمي ـ وهو أحد المستهزئين بالنبيّ صلىاللهعليهوآله ، وكان يقول : قد غرّ محمّد أصحابه ووعدهم أن يحيوا بعد الموت ، والله ما يهلكنا إلّا الدهر ، وكان يأخذ حجراً يعبده ، فإذا رأى أحسن منه ترك الأوّل وعبد الثاني ، وقيل : فيه نزلت هذه الآية : «أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ» (٣) (٤).
وكانت بنو حنيفة اتّخذوا في الجاهليّة إلٰهاً من حيس فعبدوه دهراً طويلاً ، ثم أصابهم مجاعة فأكلوه ، فقال رجل من بني تميم :
أكلت ربّها حنيفة من |
|
جوع قديم بها ومن إعواز |
وكان لربيعة بيت يطوفون به يسمى ذو الكعبات.
وكان لخثعم بيت كان يدعى كعبة اليمامة وكان فيه صنم يدعى الخلّصة. وكان أهل الجاهليّة ينحرون لصخرة يعبدونها ، ويلطّخونها بالدم ويسّمونها سعد الصخرة ، وكان إذا أصابهم داء في إبلهم وأغنامهم
__________________
١ ـ وكان إساف ونائلة رجلاً وإمرأة من جُرهم وهو إساف بن عمروبن يحيى ، ونائلة بنت سهل ـ فوقع إساف على نائلة في الكعبة ، فمسخهما الله حجرين ، ثم وضع عمروبن يحيى أساف بعد ذلك على الصفا ، ونائلة على المروة ، وكان يذبح عليهما تجاه الكعبة.
٢ ـ وكان هبل أعظم أصنام العرب التي في جوف الكعبة وحولها ، وكان من عقيق أحمر على صورة إنسان مكسور اليد اليمن ، أدركته قريش كذلك ، فجعلوا له يداً من ذهب. وكان أوّل من نصبه خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر ، وكان يقال له : هبل خزيمة وكانت تضرب عنده القداح.
٣ ـ الفرقان : ٤٣.
٤ ـ الكامل في التاريخ : ج ٢ ، ص ٧١.