قال : وهذا نظير قولهم : يا طلحة أقبل ، بالفتح ، لأنهم قدّروا فتح آخر الاسم للتّرخيم ، ثمّ ردّوا الهاء ولم يعتدّوا بها ، كما قال النابغة (١) :
كليني لهمّ يا أميمة ناصب |
|
وليل أقاسيه بطيء الكواكب (٢) |
ومن العرب من يقول : يا تيم تيم عديّ ، ويا زيد زيد اليعملات ، فيجعل الأول منادى مفردا ، وينصب الثاني لأنه مضاف ، ومن كان هذا من لغته فإنه يقول : يا طلحة أقبل ، وكليني لهمّ يا أميمة ،
__________________
ولد جرير ، والرواية فيها : تطاول الليل هديت فانزل (الخزانة ١ : ٣٦٢) وشرح المفصل ٢ : ١٠ والأشموني : ٤٥٤ وهو من شواهد ابن هشام في المغني (٢ : ٥٠٩ و ٦٨٦). وانظر التفصيل في نسبته وروايته في شرح الشواهد للسيوطي ٢ : ٨٥٥.
وقد خالف المبرد رأي سيبويه ؛ فلم يقل : إن زيدا الأول مضاف إلى اليعملات ، وإن الثاني توكيد للأول ـ كما قال سيبويه ـ وإنما زعم أن زيدا الأول مضاف إلى محذوف ، وأن الثاني مضاف إلى مذكور ، وإنما استغنوا بالثاني عن الأول. وقال السيرافي : ويجوز أن نجعل الثاني نعتا للأول ، مثل : يا زيد بن عمرو ، ثم نتبع حركة الأول المبني حركة الثاني المعرب. (شرح السيرافي على سيبويه. الكتاب ١ : ٣١٥).
(١) هو زياد بن معاوية الذبياني ، من أصحاب المعلّقات ، قدّمه شعراء الجاهلية وحكّموه بينهم. اتصل بالنعمان بن المنذر وخصّه بمديحه ثم باعتذاريّاته ، ومات حوالي سنة ١٨ ق ه.
(٢) ديوان النابغة : ٩٠. وقال سيبويه : «وزعم الخليل أن قولهم : يا طلحة أقبل ، يشبه يا تيم تيم عدي ، من قبل أنهم علموا أنهم لو لم يجيئوا بالهاء لكان آخر الاسم مفتوحا فلما ألحقوا الهاء تركوا الاسم على حاله التي كان عليها قبل أن يلحقوا الهاء» ثم استشهد سيبويه ببيت النابغة أيضا. (الكتاب ١ : ٣١٥ و ٣٤٦) وانظر الأشموني : ٤٦٩. والخزانة ١ : ٣٧٠.