بالضمّ (١). وكذلك من قال : لا أبالك ، فإنما زاد اللّام بين المضاف والمضاف إليه مقحمة للتوكيد على ما ذكرنا في قوله : يا تيم تيم عديّ ، قال الأسود بن يعفر :
ومن البليّة لا أبالك أنّني |
|
ضربت عليّ الأرض بالأسداد (٢) |
فإن قال قائل : فإن كانت هذه اللّام مزيدة فإنما التقدير : لا أباك.
قيل : هو كذلك ، وقد قال الشاعر فحذف اللّام وأضاف فقال :
أبالموت الّذي لا بدّ أني |
|
ملاق لا أباك تخوّفيني (٣) |
وقال آخر :
وقد مات شماخ ومات مزرّد |
|
وأيّ عزيز لا أباك يخلّد (٤) |
__________________
(١) قال سيبويه : «والرفع في طلحة ، ويا تيم تيم عدي ، القياس.» الكتاب ١ : ٣١٦.
(٢) الأسود بن يعفر شاعر جاهلي من تميم ، نادم النعمان بن المنذر. وانظر الخزانة ١ : ١٩٥ وشرح شواهد المغني ١ : ١٣٨ و ٢ : ٥٥٣.
(٣) هو لأبي حيّة النميري. استشهد به المبرد في الكامل ٢ : ٤٨٧ و ٣ : ٩٥٣.
وابن هشام في شرح الشذور : ٣٢٨. وفي الخزانة أن ابن السراج قال في الأصول : إن حذف اللام ضرورة. (الخزانة ٢ : ١١٦).
(٤) البيت لمسكين الدارمي ، واسمه ربيعة بن عامر (وانظر ترجمته في الخزانة ١ : ٤٦٧ ومعجم الأدباء ٤ : ٢٠٤). وقد استشهد بهذا البيت سيبويه (الكتاب ١ : ٣٤٦) ورواه : وأيّ كريم لا أباك يمتّع. قال : ويروى مخلّد. وانظر الكامل ٢ : ٤٨٧ و ٣ : ٩٥٣. والبيت من قصيدة عينية ذكر فيها مسكين عددا من الشعراء المتقدمين وذكر