/ من صدّ عن نيرانها |
|
فأنا ابن قيس لابراح (١) |
ونظير رفع الأب بالتنوين في النفي قول الشاعر :
وإذا تكون كريهة أدعى لها |
|
وإذا يحاس الحيس يدعى جندب |
هذا وجدّكم الصّغار بعينه |
|
لا أمّ لي إن كان ذاك ولا أب (٢) |
والثالثة أن تقول : لا أبا لك ، فتنصب الأب بلا وتقدّر إضافته
__________________
(١) البيت لسعد بن مالك ، من قصيدته التي يقول فيها :
يا بؤس للحرب التي |
|
وضعت أراهط فاستراحوا |
قال ابن هشام بعد أن استشهد بالبيت على أن (لا) تعمل عمل ليس : «وإنما لم يقدّروها مهملة والرفع بالابتداء ، لأنها حينئذ واجبة التكرار ، وفيه نظر ؛ لجواز تركه في الشعر. المغني ١ : ٢٦٤ واستشهد بالبيت ثانية على جواز حذف خبر (لا) في المغني ٢ : ٧٠١. وانظر شرح الشواهد ٢ : ٥٨٢ ـ ٥٨٣. والخزانة ١ : ٢٢٣ و ٢ : ٩٠.
(٢) الحيس : طعام كانوا يتخذونه من سمن وتمر وأقط. وجندب : شقيق الشاعر.
ويبدو أنهم كانوا يؤثرونه عليه ، فقال أبياتا يلومهم فيها على تمييز أخيه وإيثارهم إياه. وأما قائل الأبيات فمختلف عليه ، وانظر ما قالوه في نسبتها مفصلا في شرح الشواهد للسيوطي ٢ : ٩٢١. والبيت من شواهد الكتاب ١ : ٣٥٢ والرواية فيه : هذا لعمركم ... والمغني ٢ : ٦٥٦ وشرح الشذور : ٨٦ وابن عقيل ١ : ١٥٢. وهم يستشهدون بهذا البيت على رفع كلمة (أب) إما على أنها معطوفة على محل لا واسمها في قوله : لا أمّ ؛ ومحلهما الرفع على الابتداء. وإما على أنها اسم لا الثانية ، وهي عاملة عمل ليس. وإما على أنها مبتدأ ، و (لا) قبلها مهملة غير عاملة.