باب اللام الداخلة في النداء
بين المضاف والمضاف اليه
اعلم أنّ موقع هذه اللّام في النداء كموقع اللّام التي ذكرناها في الباب المتقدّم في النفي ، بل هي تلك بعينها ، تدخل بين المضاف والمضاف إليه ؛ فتبقي الإضافة على حالها ولا تفصلها ، وإنّما فرّقنا بينهما وإن كان مجراهما ومعناهما واحدا للفرق بين الموضعين ، ومخالفة معنى النداء للنفي. وأكثر هذه اللّامات ترجع إلى معنى واحد ، وإنّما كثرت واختلفت باختلاف مواقعها ، وسنذكر / أصول هذه اللّامات ورجوعها إلى أصول تضمّها في باب مفرد من هذا الكتاب إن شاء الله. وذلك قولك : يا بؤس لزيد ، والتقدير : يا بؤس زيد ، فأدخلت اللّام مقحمة مزيدة ، ولم تفصل بين المضاف والمضاف إليه ، ومثل ذلك قول الشاعر :
يا بؤس للحرب التي |
|
وضعت أراهط فاستراحوا (١) |
__________________
(١) الرهط : الجمع من الناس ، ولا واحد له من لفظه : وهو للرجال دون النساء. ويجمع على أرهط وأراهط وقيل : أراهط : جمع أرهط.
والبيت لسعد بن مالك يعرّض فيه بالحارث بن عبّاد الذي آثر الراحة على الحرب