أنشده سيبويه والخليل وغيرهما ، وأنشدت الجماعة أيضا :
قالت بنو عامر خالوا بني أسد |
|
يا بؤس للجهل ضرّارا لأقوام (١) |
والدليل على أنّ حرف النداء واقع عليه ، وأنه ليس بمقدّر لمنادى في النيّة ، أنه منصوب ، ولو كان حرف النداء غير واقع عليه لم يجز نصبه. وليس في العربيّة موضع تدخل فيه اللّام بين المضاف والمضاف إليه غير فاصلة بينهما إلّا في النفي والنداء للعلّة التي ذكرناها في الباب الأول من كثرة النفي والنداء في كلامهم ، وهم ممّا يغيّرون الأكثر في كلامهم ، وعلى أنّ النداء في كلامهم أكثر من النفي ، قال سيبويه : أول كلّ كلام النداء ، وإنّما يترك في بعضه تخفيفا ، وذلك أنّ سبيل المتكلّم أن ينادي من يخاطبه ليقبل عليه ، ثمّ يخاطبه مخبرا له أو مستفهما أو آمرا أو ناهيا وما أشبه ذلك ، فإنّما يترك النداء إذا علم
__________________
وانظره في جملة أبيات حائية في شرح الشواهد للسيوطي ٢ : ٥٨٢. وهو من شواهد ابن هشام في المغني (١ : ٢٣٨) حيث ذكر من أنواع اللام الزائدة اللام المقحمة بين المتضايفين تقوية للاختصاص واستشهد ببيت سعد بن مالك. وقد تقدم ذكر القصيدة في ص ١٠٧.
(١) خالوا بني أسد : أي اتركوهم واخلوا من خلفهم. والبيت للنابغة (الديوان : ٩٨) وهو من شواهد سيبويه (١ : ٣٤٦) والإنصاف (المسألة : ٤٥).