مخفّفة من الثقيلة ، فتلزمها اللّام في خبرها ، ويبطل عملها في أكثر اللغات ، كقولك : إن زيد لقائم ، والمعنى : إنّ زيدا لقائم ، فلمّا خفّفت إنّ رفعت زيدا بالابتداء ، وجعلت قائما خبر الابتداء ، وبطل عمل إن ؛ لأنّها كانت تعمل بلفظها ولمضارعتها الفعل ، فلمّا نقص بناؤها زال عملها ، ولزمتها اللّام في الخبر ، ولم يجز حذف اللّام في الخبر لئلّا تشبه النافية (١) ؛ ألا ترى أنك لو قلت : إن زيد قائم ، وأنت تريد الإيجاب ، لم يكن بينها وبين النافية فرق ، فألزمت اللّام في الخبر لذلك ، فإذا ثقلت إنّ كنت مخيّرا في الإتيان باللّام في الخبر وحذفها ، كقولك : إنّ زيدا لقائم ، وإنّ زيدا قائم ، لأنّ اللّبس قد زال ، وذلك أنّها إذا ثقلت لم يكن لها معنى في النفي ، فافهم ذلك ، ومن ذلك قول الله عزّ وجلّ : (وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ)(٢) هي مخفّفة من الثقيلة ، وجاز وقوع الفعل بعدها لأنها إذا خفّفت بطل عملها ووقع بعدها الابتداء والخبر والأفعال. والدليل على أنها مخفّفة من الثقيلة لزوم اللام في الخبر (٣). ومثل ذلك قول الله تعالى : (وَإِنْ
__________________
(١) ولذلك سمّاها بعضهم اللام الفارقة.
(٢) الآية : (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ.) الأعراف ٧ : ١٠٢.
(٣) قال ابن هشام : «وإن خففت (إن) نحو (وإن كانت لكبيرة) ... فاللام