باب لام العاقبة
وهي التي يسمّيها الكوفيون لام الصّيرورة (١) ، هذه اللام هي ناصبة لما تدخل عليه من الأفعال بإضمار أن ، والمنصوب بعدها بتقدير اسم مخفوض ، وهي ملتبسة بلام المفعول من أجله ، وليست بها ، وذلك قولك : أعددت هذه الخشبة ليميل الحائط فأدعمه بها ، وأنت لم ترد ميل الحائط ولا أعددتها للميل ؛ لأنه ليس من بغيتك وإرادتك ، ولكن أعددتها خوفا من أن يميل فتدعمه بها ، واللّام دالّة على العاقبة ، وكذلك قوله تعالى : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً)(٢) وهم لم يلتقطوه لذلك ، إنما التقطوه ليكون لهم فرحا وسرورا ، فلّما كان عاقبة أمره إلى أن صار لهم عدوّا وحزنا جاز أن يقال ذلك ، فدّلت اللّام على عاقبة الأمر ، والعرب قد تسمّي الشيء باسم عاقبته (٣) كما قال تعالى : (إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً)(٤)
__________________
(١) وتسمّى أيضا لام المآل.
(٢) سورة القصص ٢٨ : ٨ واستشهد ابن هشام بهذه الآية في المغني ١ : ٢٣٥.
(٣) أي باعتبار ماسيكونه أو ما سيؤول إليه على ما هو معروف في المجاز المرسل.
(٤) سورة يوسف ١٢ : ٣٦.