باب لام التبيين
لام التّبيين تلحق بعد المصادر المنصوبة بأفعال مخزولة مضمرة لتبيّن من المدعوّ له بها (١) ، وذلك قولك : سقيا ، ورعيا ، ورحبا ، ونعمة ، ومسرّة ، وخيبة ، ودفرا (٢) ، وسحقا ، وبعدا. قال
__________________
(١) فصّل ابن هشام القول في لام التبيين ، وقال إنهم م يوفوها حقّها ، وهي ثلاثة أقسام : أحدها ما تبين المفعول من الفاعل ، وهذه تتعلق بمذكور. والثاني والثالث ما يبيّن فاعلية غير ملتبسة بمفعولية ، وما يبيّن مفعولية غير ملتبسة بفاعلية ، ومصحوب كل منهما إما غير معلوم مما قبلها ، أو معلوم ، لكن استؤنف بيانه تقوية للبيان وتوكيدا له. واللام في ذلك كله متعلقة بمحذوف. وقال : «مثال المبيّنة للمفعولية : سقيا لزيد ، وجدعا له. فهذه اللام ليست متعلقة بالمصدرين ، ولا بفعليهما المقدّرين ، لأنهما متعديان ، ولا هي مقوية للعامل لضعفه بالفرعية إن قدّر أنه المصدر ، أو بالتزام الحذف إن قدّر أنه الفعل ؛ لأن لام التقوية صالحة للسقوط ، وهذه لا تسقط ، لا يقال : سقيا زيدا ، ولا جدعا إياه. خلافا لابن الحاجب ... ، ولا هي ومخفوضها صفة للمصدر فتتعلّق بالاستقرار ، لأن الفعل لا يوصف ، فكذا ما أقيم مقامه ، وإنما هي لام مبيّنة للمدعوّ له أو عليه ، إن لم يكن معلوما من سياق أو غيره ، أو مؤكدة للبيان إن كان معلوما ... ومثال المبيّنة للفاعلية : تبا لزيد ، وويحا له ؛ فانهما في معنى خسر وهلك. فإن رفعتهما بالابتداء فاللام ومجرورها خبر ، ومحلهما الرفع ، ولا تبيين ، لعدم تمام الكلام.» المغني ١ : ٢٤٣ ـ ٢٤٤.
(٢) في الأصل : (دقرا). والدفر : النتن ، ويقال للرجل إذا قبّح أمره : دفرا له ، أي نتنا.