كان من هذه الأسماء سوى المصادر فالرفع فيها جائز ، وتصير اللام لام الخبر التي تقع للاستحقاق ، وقد شرحنا وجوهها فيما مضى (١) ، وذلك قولك : ويح لزيد ، وويل له ، يرفع بالابتداء والخبر ، والمعنى فيه معنى الدّعاء ، معناه : ثبت هذا لهم واستحقوه ، قال الله جلّ وعزّ : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ)(٢) و (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ)(٣).
وقد روي بيت جرير بالرفع :
... |
|
فويل لتيم ... (٤) |
وقال حسّان (٥) :
أهاجيتم حسّان عند ذكائه |
|
فعيّ لأولاد الحماس طويل (٦) |
__________________
(١) انظر ما سبق في ص ٤٩.
(٢) سورة المطففين ٨٣ : ١ واستشهد ابن هشام بهذه الآية في المغني ١ : ٢٢٩ و ٢ : ٥٢٢.
(٣) في الأصل : ويل للمكذبين. والآية مكررة في سورة المرسلات الآية ١٥ وما بعدها ، وهي أيضا في سورة المطففين ٨٣ : ١٠.
(٤) انظر الحاشية ٢ من الصفحة السابقة.
(٥) هو حسّان بن ثابت شاعر الرسول صلّى الله عليه وسلّم ، عاش ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الإسلام. وكان فخم المديح مرّ الهجاء. وديوانه مطبوع.
(٦) البيت في ديوان حسّان ص : ٢١١ والرواية فيه :