باب لام لو
اعلم أنّ (لو) تليها الأفعال ، ومعناها أنّ الشيء ممتنع لامتناع غيره (١) ، وتستقبل باللّام جوابا لها ، وربّما أضمرت اللّام لأنه قد عرف موقعها ، وهي ضدّ لولا ، فلذلك فرّقنا بين لاميهما ، وذلك قولك : لو جاء زيد لأكرمتك ، والمعنى : إنّ إكرامي إياك إنما امتنع لامتناع زيد عن المجيء ، فهذا معنى امتناع الشيء لامتناع غيره. واللّام هي الجواب.
وإذا وقع بعد (لو) اسم فإنما يقع على إضمار فعل رافع له أو ناصب ؛ لأنها بالفعل أولى إذ كانت موضوعة له ، وذلك قولك : لو زيدا لقيته لأكرمتك. تنصبه بفعل مضمر هذا تفسيره. والرفع فيه ضعيف. وكذلك تقول : لو زيد قدم لأكرمته ، ترفعه بفعل مضمر ، كما قال الله تعالى ذكره : (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي
__________________
(١) وانظر ما يقول ابن هشام من بطلان قول المعربين إنها حرف الشرط لامتناع الجواب في مغني اللبيب ١ : ٢٨٤ و ٢٨٧.