باب لام لولا
اعلم أنّ (لولا) نقيضة (لو) ؛ وذلك أنّ الشيء ممتنع بها لوجود غيره ، وتلزمها اللّام في الخبر ، وتقع بعدها الأسماء ، ولا تقع بعدها الأفعال ، ضدّا لما كان في باب لو ، فالمرتفع بعدها يرتفع بالابتداء ، والخبر مضمر ، واللّام داخلة على الجواب ، وذلك قولك : لولا زيد لأكرمتك ، والمعنى : إنّ الإكرام إنّما امتنع لحضور زيد ، فترفع زيدا بالابتداء ، والخبر مضمر ، واللام جواب لولا ، وذلك قولك : لولا زيد أهابه أو أكرمه وما أشبه ذلك لأكرمتك. قال الله عزّ وجلّ : (لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ)(١). قال الشاعر :
لولا الحياء وأنّ رأسي قد عسا |
|
فيه المشيب لزرت أمّ القاسم (٢) |
__________________
(١) سورة سبأ ٣٤ : ٣١. قال سيبويه : «هذا باب ما يكون مضمرا فيه الاسم متحوّلا عن حاله إذا أظهر بعده الاسم. وذلك قولك : لولاك ولولاي ؛ إذا أضمرت الاسم فيه جرّ ، وإذا أظهرت رفع. ولو جاءت علامة الإضمار على القياس لقلت : لولا أنت ، كما قال سبحانه : لولا أنتم لكنا مؤمنين.» الكتاب ١ : ٣٨٨.
(٢) هو لعديّ بن الرقاع العاملي. نسبه إليه المبرد في الكامل ١ : ١٢٧ وابن هشام في المغني ١ : ١٨٧ وقال : «عسا هنا بمعنى اشتدّ ... وانظر شرح الشواهد ١ : ٤٩٢. وعديّ بن الرقاع شاعر فحل ، عاصر جريرا ، وعاش في دمشق ، ومات سنة ٩٥ ه.