لام التعريف
اعلم أنّ الألف واللام اللتين للتعريف في قولك : الرجل ، والغلام ، والثوب ، والفرس ، وما أشبه ذلك ، للعلماء فيها مذهبان :
أمّا الخليل فيذهب إلى أنّ الألف واللام كلمة واحدة مبنيّة من حرفين ، بمنزلة من ولم وإن وما أشبه ذلك ؛ فيجعل الألف أصلية من بناء الكلمة ، بمنزلة الألف في إن وأن ، واستدلّ على ذلك بقول الشاعر :
/ دع ذا وعجّل ذا وألحقنا بذك |
|
بالشحم إنّا قد مللناه بجل (١) |
قال : أراد أن يقول : ألحقنا بالشحم ، فلم تستقم له القافية ، فأتى
__________________
(١) «وقال الخليل : ومما يدلّ على أن (ال) مفصولة من الرجل ولم يبن عليها ، وأن الألف واللام فيها بمنزلة قد قول الشاعر : دع ذا ...
قال : هي هاهنا كقول الرجل وهو يتذكر : قدي قد فعل. ولا يفعل مثل هذا علمناه بشيء مما كان من الحروف الموصولة ... ولو لا أن الألف واللام بمنزلة قد وسوف لكانتا بناء بني عليه الاسم لا يفارقه ، ولكنهما جميعا بمنزلة هل وقد وسوف ، تدخلان للتعريف وتخرجان.» الكتاب ٢ : ٦٤ واستشهد سيبويه بهذا الرجز ثانية منسوبا إلى غيلان في الكتاب ٢ : ٢٧٣. وفي الأشموني ص ٨٣ : وألحقنا بذا ال بالشحم ...