باب من مسائل اللام
نختم به الكتاب
اعلم أنك إذا قلت : زيد لينطلقنّ ، وعبد الله لأبوه أفضل منك ، وما أشبه ذلك ، فإنّ البصريين يرفعونه بالابتداء ويجعلون اللّام وما بعده خبره. وإنما جاز عندهم لمّا كان المبتدأ قد سبق الابتداء إليه فرفعه ، وكان ما بعده خبرا عنه ، واللام مؤكّدة له. وأما الكوفيون فإنّ هذا عندهم غير جائز إلّا من كلامين (١) ، كأنه يرتفع زيد باسم مثله في نيّة المتكلّم ، ولم يجز أن يكون كلاما واحدا عندهم ؛ لأنّ اللام تقطع ما قبلها ممّا بعدها ، ولا يتصل بعضه ببعض ، فلذلك لم يكن ما بعدها خبرا عمّا قبلها. وكذلك : زيد إنه قائم ، وعبد الله هل قام؟ لا يكون عندهم إلّا على كلامين ، وهو عند البصريين جائز.
فإن قلت : زيد حلفت لأضربنّه ، أو : زيد أشهد إنه لعالم ، أو : زيد قلت لك : اضربه ، أو : زيد قلت له : ليقم ، كان هذا
__________________
(١) يعني أن الكلام عندهم مؤلف من جملتين لا من جملة واحدة.