بقيت نون لكن ساكنة خفيفة ، وبعدها ساكن ، فحذف نون لكن لالتقاء الساكنين ، وكان سبيله أن يكسرها ، ولكن حذفها في الشعر جائز. وقال الآخر :
فلست بآتيه ولا أستطيعه |
|
ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل (١) |
واعلم أنّ اللام تدخل في خبر إنّ على الخبر ، وعلى صلة الخبر ، إذا كانت مقدّمة قبل الخبر ، فإن أخّرتها بعد الخبر لم تدخل إلّا على الخبر ؛ لأنه موضعها كقولك : إنّ زيدا لبالجارية كفيل ، وإنّ زيدا بالجارية لكفيل. وإن قلت : إنّ زيدا كفيل لبالجارية لم يجز ، وإنّما جاز دخولها على صلة الخبر حين تقدّمت لأنك توقعها على جملة الكلام الذي بعدها.
__________________
(١) هو للنجاشي ، قيس بن عمرو ، وضعه على لسان ذئب زعم أنه لقيه في إحدى سفراته. وانظر قصة النجاشي والذئب في الخزانة ٤ : ٣٦٧. وهو من شواهد سيبويه في باب : ما يحتمل الشعر. قال الأعلم : حذف النون من لكن لاجتماع الساكنين ، ضرورة لإقامة الوزن ، وكان وجه الكلام أن يكسر لالتقاء الساكنين ، شبهها بحروف المدّ واللين إذا سكنت وسكن ما بعدها ... (الكتاب ١ : ٩). ومن شواهد ابن هشام في المغني ١ : ٣٢٣.