فقد كفره ، ثم صارت صفة تقع معرّفة بالألف واللّام على من خالف الإسلام ، فلا تقول لمن ستر شيئا بعينه : قد جاء الكافر ، أو رأيت الكافر ، حتى تقرنه بما يخرجه من الأشكال فتقول : قد جاءنا الكافر للثوب وما أشبه ذلك ، فأما منكورا أو موصولا بما يبيّنه فجائز استعماله ؛ ألا ترى أنّ الله عزّ وجلّ لمّا ذكره معرّفا بالألف واللّام وصله بصفة توّضحه وتبيّنه فقال عزّ وجلّ : (كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ)(١) ، يعني الزرّاع ، فبان ذلك بذكر الزّرع والنبات ، ولذلك تعلّق بهذه الآية / بعض أغبياء الملحدين ممّن لا علم له بالعربيّة فقال : وكيف يعجب الزرع الكفّار دون المؤمنين؟ وذهب عليه أنّ المعنيّ بهم هم الزرّاع ؛ لأنهم به عند استحكامه وجودته أشدّ فرحا من غيرهم ، لطول معاناتهم له وكدّهم فيه وتأميلهم إيّاه. وكذلك الفاسق أصله عند جميع أهل العربيّة من قولهم : فسقت الرطبة من قشرها ، إذا خرجت منه ، ولا تطلق هذه الصفة معرّفة بالألف واللّام على كلّ
__________________
(١) الآية : (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ.) الحديد ٥٧ : ٢٠.