قال سيبويه (١) : فمن قال : حارث وعباس وفضل فهنّ عنده بمنزلة زيد وجعفر ومحمّد وبكر ، أسماء أعلام لا يجوز إدخال الألف واللّام عليها. ومن قال : الحارث والعباس والفضل ، فإنما نقلها من النعوت المشهورة فسمّى بها. فإن نادى مناد الحارث والعباس والفضل أسقط منها الألف واللّام ورجع إلى اللغة الأخرى فقال : يا حارث ، ويا عباس. وأهل الكوفة يسمّون الألف واللّام في الحارث والعباس / والفضل تبجيلا لأنها الألف واللّام الداخلة للتعريف والتّبجيل.
وقد تدخل الألف واللام للتعريف على ضرب خامس ، وذلك أن تدخلا على نعت مخصوص وقع لواحد بعينه مشتقا ، ثم لم يستعمل
__________________
عنه العلم ؛ وقد ينقل عن صفة كالحارث ، وعن مصدر كالفضل ، وعن اسم جنس غير مصدر كالنعمان. قال ابن مالك :
وبعض الاعلام عليه دخلا |
|
للمح ما قد كان عنه نقلا |
كالفضل والحارث والنعمان |
|
فذكر ذا وحذفه سيان |
وانظر شرح ابن عقيل على الألفية ١ : ٤٠.
(١) قال سيبويه : «وزعم الخليل أن الذين قالوا : الحارث والحسن والعباس ، إنما أرادوا أن يجعلوا الرجل هو الشيء بعينه ، ولم يجعلوه سمّي به ، ولكنهم جعلوه كأنه وصف له غلب عليه. ومن قال : حارث وعباس ، فهو يجريه مجرى زيد.» الكتاب ١ : ٢٦٧.