في جنسه ولا فيما شاركه في تلك الصفة ولا نقل [إلى غيره](١) فسمّي به وذلك نحو قولهم : الدبران (٢) ، للنّجم ، إنما سمّي بذلك لأنه دبر أي صار في دبر (٣) الكوكب التالي له ، وكذلك السّماك (٤) للنجم المعروف ، وإنما سمّي بذلك لسموكه (٥) أي ارتفاعه ، وكذلك قال سيبويه ، قال : ولا يجوز أن يقال لغيره من الأشياء المرتفعة السّماك كائنا ما كان (٦). وكذلك قولهم : ابن الصّعق ، إنما هي صفة لرجل بعينه أصابه ذلك ، ثم لم تنقل ولم يسمّ بها (٧) كما فعل بالحارث والعباس والفضل فسمّي
__________________
(١) في الأصل بياض قدر كلمة.
(٢) الدبران : خمسة كواكب من الثور.
(٣) الدبر ، بضم وبضمتين : الظهر ، ودبر الأمر : آخره.
(٤) السماكان : كوكبان نيّران ، أحدهما السماك الأعزل ، والآخر السماك الرامح.
(٥) سمك الشيء سموكا : ارتفع. وسمك الله السماء سمكا : رفعها.
(٦) قال سيبويه : «وأما الدبران والسمّاك والعيّوق وهذا النحو فانما يلزم الألف واللام من قبل أنه عندهم الشيء بعينه. فان قال قائل : أيقال لكل شيء صار خلف شيء دبران؟ ولكل شيء عاق عن شيء عيّوق؟ ولكل شيء سمك وارتفع سماك؟ فانك قائل له : لا. ولكن هذا بمنزلة العدل والعديل ؛ فالعديل ما عاد لك من الناس ، والعدل لا يكون إلا للمتاع ، ولكنهم فرقوا بين البناءين ليفصلوا بين المتاع وغيره.» الكتاب ١ : ٢٦٧.
(٧) قال سيبويه : «والصعيق في الأصل صفة تقع على كل من أصابه الصعق ولكنه غلب عليه حتى صار علما بمنزلة زيد وعمرو.» الكتاب ١ : ٢٦٧.