وقد دخلت الألف واللّام للتّعريف على ضرب سادس ، وذلك دخولها على بعض الأسماء ثابتة غير منفصلة ، ولم تسمع قطّ معرّاة منها ، كدخولها على الّتي والّذي واللّذين واللّتين والّذين واللّاتي واللّائي وما أشبه ذلك ، فإنّ إجماع النحويين كلّهم على أنّ الألف واللّام / في أوائل هذه الأسماء للتّعريف (١) ، ولم تعر قطّ منها. فسيبويه يقول : أصل الذي (لذ) مثل عم وشج ، ثم دخلت عليه الألف واللّام للتعريف. والفرّاء يقول : أصل الذي (ذا) وهو إشارة إلى ما بحضرتك ، ثم نقل من الحضرة إلى الغيبة ، ودخلت عليه الألف واللّام للتعريف ، وحطّت ألفها إلى الياء ليفرّق بين الإشارة إلى الحاضر والغائب. وكذلك قولنا : الله عزّ وجلّ ، إنما أصله إله ثم دخلت عليه الألف واللّام للتعريف ، وحذفت الهمزة. وقال سيبويه : أصله لاه ، ثم دخلت عليه الألف واللّام للتّعريف (٢).
__________________
(١) ومن قال منهم بأن تعريف الأسماء الموصولة بالصلة فقد عدّ (ال) فيها زائدة لازمة.
(٢) جمع الزجاجي مذاهب القول في لفظ (الله) في كتابه (اشتقاق أسماء الله تعالى) فقال : «الله عز وجل في اشتقاقه أربعة أقوال :
قال يونس بن حبيب والكسائي والفراء وقطرب والأخفش : أصله إلاه ، دخلت عليه الألف واللام للتعريف ، فقيل : الإله ، ثم حذفت الهمزة تخفيفا فاجتمعت لامان فأدغمت الأولى في الثانية فقيل : الله ، فاله فعال بمعنى مفعول كأنه مألوه أي معبود ...