باب ذكر ما يمتنع اجتماعه مع الألف واللام
اللتين للتعريف وما يمتنع ادخاله على هذه
الألف واللام وذكر معاني (الآن) وعلّة بنائه
اعلم أنّه لا يجوز اجتماع الألف واللّام والتنوين على حال من الأحوال نحو قولك : رجل وفرس وغلام ، ثم تقول : الرّجل والغلام والفرس ، فيسقط التنوين. وخطأ الجمع بينهما والعلّة في ذلك عند البصريين أنّ التنوين دخل في الأسماء فرقا بين المنصرف منها المتمكّن وبين الممتنع من الانصراف بنقله مضارعا للفعل (١) ، فإذا دخلت الألف واللّام عليه مكّنته فردّته إلى الأصل فانصرف كلّه فاستغنى عن دلالة التّنوين ، لأنه لا معنى للجمع بين دليلين على معنى واحد لا فضل لأحدهما على الآخر.
__________________
(١) قال سيبويه : «واعلم أن بعض الكلام أثقل من بعض ، فالأفعال أثقل من الأسماء ، لأن الأسماء هي الأول ، وهي أشدّ تمكنا فمن ثم لم يلحقها تنوين ولحقها الجزم والسكون.» الكتاب ١ : ٦ وقال : «فالتنوين علامة للأمكن عندهم والأخف عليهم ، وتركه علامة لما يستثقلون.» الكتاب ١ : ٧ وانظر علة دخول التنوين في الكلام في كتاب الإيضاح في علل النحو للزجاجي ص : ٩٧.